الثناء الحسن أحسن طيب جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

الثناء الحسن أحسن طيب جريدة الراصد 24


بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الخميس الموافق 21 نوفمبر 2024


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله، فلا مضلّ له، ومن يضلل، فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم أما بعد اعلم أخي الكريم أن خبز جاف مع أمن ألذ من العسل مع الخوف وخيمة مع ستر أحب من قصر فيه فتنة، وأن فرحة العالم دائمة ومجده خالد وذكره باقي وفرحة المال منصرمة ومجده إلى الزوال وذكره إلى نهاية، والفرح بالدنيا فرح الصبيان والفرح بالإيمان فرح الأبرار وخدمة المال ذل والعمل لله شرف، وأن عذاب الهمة عذب وتعب الإنجاز راحة وعرق العمل مسك والثناء الحسن أحسن طيب، وأن السعادة أن يكون مصحفك أنيسك وعملك هوايتك وبيتك صومعتك وكنزك قناعتك.


وأن الفرح بالطعام والمال فرح الأطفال والفرح بحسن الثناء فرح العظماء وعمل البر مجد لا يفن، وأن صلاة الليل بهاء النهار وحب الخير للناس من طهارة الضمير، وانتظار الفرج عبادة، وإن الكبر سبب في الإعراض عن الحق، والبعد عن دين الله، والصرف عن آياته، فالمتكبر لا يقبل الحق، ولا ينتفع بآيات الله تعالي، ولا تؤثر فيه موعظة ولا نصيحة، والكبر داء يذل صاحبه، ويخزيه، ويحط من قدره عند الله عز وجل وعند عباده، ويبعده عن الله، ويحجبه عن رحمته وعطائه فكلما تكبر واستعلى ونظر إلى نفسه نظرة إجلال وإكبار نزل قدره، وسقط من أعين الناس، ومقته الله ومقته الناس، وكما أن الكبر هو سبب في دخول النار والخلود فيها، فليعلم المتكبر على الله وعلى دينه وعباده أنه يجرّ نفسه إلى عذاب الله عز وجل.


وكما أن الكبر سبب في الحرمان من الجنة لأن طريق الجنة هو الطاعة والعبادة، والكبر يمنع صاحبه من الطاعة والعباده، ويقوده إلى المعصية والرذيلة، فالمتكبر يمنع نفسه من الجنة، ويقود نفسه إلى الهلاك، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" قال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة؟ قال صلى الله عليه وسلم "إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس" رواه مسلم، فلا حرج أن تلبس الثياب الجميلة، والنعل الجميلة، وأن تعتني بمظهرك من غير كبر ولا خيلاء، فذلك من الجمال الذي يحبه الله تعالى إذا كان فيما أحله الله وأذن فيه، لكن الكبر هو إفتخار وعجب وغرور ينبعث من القلب فيعبّر عنه اللسان والحال. 


ويظهر ذلك على لسان المتكبر أو في مشيته أو حركاته أو مواقفه، فيرد الحق ولو كان جليا واضحا، ولا يقبل النصيحة ولا يأخذ بالمشورة لأنه ينظر إلى من نصحه ودله على الحق وأرشده إلى الصواب نظرة إحتقار وإزدراء، فيرى أنه أقل منه سنا، أو أقل منه علما، أو أقل منه مالا، أو أدنى منه مرتبة، أو أقل منه أتباعا، فيمنعه غروره وكبرياؤه من قبول الحق والأخذ بالنصيحة، فيفوته من الخير الكثير، ويجر على نفسه من الشر الكثير، عباد الله بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم،اقول ماسمعتم واستغفر الله لي ولكم ولسائر المومنين فأستغفروه انه هو الغفور الرحيم.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020