تزوجها خُنيس بن حُذافة السهم جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد24 جريدة الراصد24

داخل المقال

جاري التحميل ...

تزوجها خُنيس بن حُذافة السهم جريدة الراصد 24


بقلم / محمـــد الدكـــروري



الحمد لله على جزيل النعماء، والشكر له على ترادف الآلاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إمام المتقين، وسيد الأولياء، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الأصفياء، وأصحابه الأتقياء، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد مع آل بيت النبي الكريم المصطفي المختار محمد صلي الله عليه وسلم ومع إحدي زوجاته الطاهرات الشريفات العفيفات وهي السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب وهي أم المؤمنين حفصة بنت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وأمها هى السيدة زينب بنت مظعون رضي الله عنهم أجمعين، وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم، إحدى عشرة زوجة، وكانت السيدة حفصة الرابعة بينهن، وقد تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، وله من الزوجات السيدة سودة والسيدة عائشة رضي الله عنهن جميعا.


وتعد السيدة حفصة ابنة الصحابي الجليل عمر بن الخطاب، ويصل نسبها بعد ذلك إلى نفيل بن عدي بن كعب بن لؤي، وقد ولدت في مكة قبل البعثة بخمس سنوات، وهو العام الذي شارك فيه النبي صلى الله عليه وسلم في بناء الكعبة، ولما بلغت سن الزواج تقدم إليها خُنيس بن حُذافة السهمي فتزوجها، حتى جاء ذلك اليوم المبارك، الذي أشرقت فيه نفوسهما بأنوار الإيمان، وإستجابا لدعوة الحق والهدى، فكانا من السابقين الأولين، ولما أذن الله تعالي للمؤمنين بالهجرة، لحقت حفصة وزوجها بركاب المؤمنين المتجهة صوب المدينة ، حتى استقر بهم الحال هناك، وما هو إلا قليل حتى بدأت مرحلة المواجهة بين المؤمنين وأعدائهم، فكان خنيس من أوائل المدافعين عن حياض الدين، فقد شهد بدرا وأحدا، وأبلى فيهما بلاء حسنا، لكنه خرج منهما مثخنا بجراحات كثيرة. 


ولم يلبث بعدها إلا قليلا حتى فاضت روحه سنة ثلاث للهجرة، مخلفا وراءه حفصة رضي الله عنها، وشق ذلك على عمر بن الخطاب، واكتنفته مشاعر الشفقة والحزن على ابنته، فأراد أن يواسيها في مصابها، ويعوضها ذلك الحرمان، وقد ورد أنه بعد وفاة زوجها خنيس، أن أباها عمر بن الخطاب رغب بتزويجها، فذهب إلى أبي بكر رضي الله عنهما، فعرض عليه أن يتزوّج ابنته، فأمسك أبو بكر ولم يجبه بشيء، ففهم عمر رضي الله عنه أنه غير راغب بهذه الزيجة، فذهب إلى عثمان رضي الله عنهما وقد كانت زوجته رقيّة قد توفيت قريبا، فعرض عليه ابنته حفصة، ولم يتوقع منه الرفض أو الإمهال، ولكنه طلب إليه أن يمهله أياما يفكر في الأمر ففعل، ثم ذهب إليه فوجده غير راغب كذلك. 


وشعر عمر رضي الله عنه، بعد الرفض من صاحبيه أبي بكر وعثمان بالإستغراب مع الإستنكار في نفسه، وهو لا يدري سبب رفضهما لإبنته حفصة، فذهب يشكو ما وجد في نفسه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وينظر ما رأيه في الأمر، ولم يكد يصدق ما يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال له " يتزوج حفصة مَن هو خير من عثمان، ويتزوج عثمان مَن هي خير من حفصة " فأدرك عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم، يعرض عليه ما لم يكن يتوقعه، وهو أن يشرّفه ويشرّف إبنته حفصة رضي الله عنها، أن تكون زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أمهات المؤمنين، وعندما لقي عمر أبا بكر بعد ذلك إستدركه بما يشبه الإعتذار أو التبرير أنه كان قد سمع من النبي صلى الله عليه وسلم، 


أنه نوى أن يخطب السيدة حفصة، ولم يكن أبو بكر يريد إفشاء سر النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك السبب في الصمت وعدم الإيجاب عندما عرض عليه أن يخطب إبنته، وهكذا شرّفها الله سبحانه لتكون زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم، تقتبس من أنواره، وتنهل من علمه، بما حباها الله من ذكاء وفطنة.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

انضم الي عائلة جريدة الراصد24

إشترك ليصلك كل مواضيع جريدة الراصد24


إلى أعضاء

إنضم

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد24

2020