الدكروري يكتب عن
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 29 ديسمبر 2024
إن الحمد لله الذي نوّر بالقرآن القلوب وأنزله في أوجز لفظ وأعجز أسلوب، فأعيت بلاغته البلغاء، وأعجزت حكمته الحكماء، أحمده سبحانه وتعالي وهو أهل الحمد والثناء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله المصطفى، ونبيه المرتضى، معلم الحكمة، وهادي الأمة، صلى الله عليه وعلى آله الأبرار، وصحبه الأخيار، ما تعاقب الليل والنهار، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد قيل أنه كان في زمن نبي الله موسى عليه السلام، رجل لا يستقيم على التوبة، كلما تاب أفسد، فمكث على ذلك عشرين سنة، فأوحى الله تعالى إلى نبيه موسى عليه السلام، قل لعبدي فلان أني غضبت عليه، فبلغ نبي الله موسى الرسالة إلى ذلك الرجل، فحزن وذهب إلى الصحراء قائلا إلهي، أنفدت رحمتك، أم ضرتك معصيتي؟ أم نفدت خزائن عفوك أم بخلت على عبادك؟
أي ذنب أعظم من عفوك والكرم من صفاتك القديمة واللؤم من صفاتي الحادثة؟ أفتغلب صفتي صفتك؟ وإذا حجبت عبادك عن رحمتك فإلى من يرجعون؟ وإن طردتهم فإلى من يقصدون؟ إلهي إن كانت رحمتك قد نفدت وكان لا بد من عذابي فأحمل عليّ جميع عذاب عبادك، فإني قد فديتهم بنفسي، فقال الله تعالى يا موسى إذهب إليه وقل له، لو كانت ذنوبك ملء الأرض لغفرتها لك بعدما عرفتني بكمال القدرة والعفو والرحمة، وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "ما من صوت أحب إلى الله من صوت عبد مذنب تائب يقول "يارب" فيقول الرب لبيك يا عبدي، سل ما تريد، أنت عندي كبعض ملائكتي، أنا عن يمينك وعن شمالك وفوقك وقريب من ضمير قلبك، إشهدوا يا ملائكتي أني قد غفرت له" ولقد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن شهر رجب المحرم.
فقيل أن في شهر رجب أسري فيه النبي صلي الله عليه وسلم من المسجد الحرام الي المسجد الاقصي وعرج به الي السموات العلي ثم فرضت الصلاه في هذا الشهر، وقد نهي النبي صلي الله عليه وسلم النساء عن زياره الاموات لجزعهن وضجرهن، وخروجهن فتنه ولاصحه لما إعتادت النساء أن يخرجن الي المقابر في شهر رجب لزياره الاموات، ويقول تعالي "منها اربعه حرم ذلك الدين القيم" أي سميت حرما لانها معظمه محترمه تتضاعف فيها الطاعات ويحرم القتال فيها أي ذلك الشرع المستقيم فلا تظلموا في هذه الأشهر المحرمه بهتك حرمتهن وإرتكاب ما حرم الله تعالي من المعاصي والاثام فكانت العرب تمسكت بهذا الشرع المستقيم وهو دين الخليل إبراهيم وإسماعيل وراثه فهما كانوا يعظمون الاشهر الحرم ويحرمون القتال فيها.
حتي لو ألقي الرجل قاتل أبيه وأخيه لم يهجه في الأشهر الحرم، ثم نسخ تحريم القتال فيهن بقوله تعالي "واقتلوهم حيث ثقفتموهم" وروي أن رسول الله صلي الله عليه وسلم حاصرالطائف وغزا هوازن بحنين في شوال وذي القعده، وقال شيخ الإسلام إبن كثير رحمه الله في قوله سبحانه وتعالى كما جاء في سورة الغاشية " وجوه يومئذ خاشعة، عاملة ناصبة، تصلي نارا حامية" فقال " هذه عامة في كل من عبد الله على غير طريق الحق يحسب أنه مصيب فيها وأن عمله مقبول وهو مخطئ وعمله مردود" وقال الحسن البصري رحمه الله "لا يقبل الله لصاحب بدعة صوما ولا صلاة ولا حجا ولا عمرة حتى يدع بدعته" وقال محمد ابن مسلم رحمه الله " ومن وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام"