لتبلون في أموالكم وأنفسكم جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد24 جريدة الراصد24

داخل المقال

جاري التحميل ...

لتبلون في أموالكم وأنفسكم جريدة الراصد 24


بقلم / محمـــد الدكـــروري


اليوم : الاثنين الموافق 30 ديسمبر 2024

الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إرغاما لمن جحد وكفر، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، سيد الخلائق والبشر، الشفيع المشفع في المحشر، صلى الله عليه وعلى أصحابه ما إتصلت عين بنظر، وسمعت أذن بخبر، ثم أما بعد يقول ابن أبي نجيح رضي الله عنه عن أبيه رضي الله عنه إن رجلا من المهاجرين مرّ على رجل من الأنصار يتشحط في دمه فقال له يا فلان هل شعرت أن محمدا صلى الله عليه وسلم قد قتل ؟ وكان ذلك في أُحد فقال الأنصاري إن كان محمد قد قتل فقد بلَّغ، فقاتلوا عن دينكم، وفي غزوة أُحد لمّا إنهزم الناس لم ينهزم أنس بن النضر رضي الله عنه وقد إنتهى إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنه في رجال من المهاجرين والأنصار قد ألقوا بأيديهم، فقال ما يجلسكم ؟ 


فقالوا قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ما تصنعون بالحياة بعده ؟ فقوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إستقبل المشركين ولقي سعد بن معاذ رضي الله عنه فقال يا سعد، واها لريح الجنة إني أجدها من دون أُحد، فقاتل حتى قتل، ووُجد به بضع وسبعون ضربة، ولم تعرفه إلا أخته ببنانه، وإنه من واجب المربين ومن هم في موضع القدوة أن يربوا أتباعهم على التعلق بالله وعدم التعلق بالأفراد، وإن ما يحيكه المغرضون من مؤامرات الكيد التي تؤذي الداعية في أهله ونفسه وماله تحتاج إلى صبر، وهذا ما أكده الله تعالى بقوله "لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا، وإن تصبروا وتتقوا، فإن ذلك من عزم الأمور" 


وقد أمر الله تعالي رسوله المصطفي صلي الله عليه وسلم بقوله " واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا" وقد أجمع الأنبياء على رد أذى أقوامهم بالصبر فقال تعالي" ولنصبرن على ما آذيتمونا، وعلى الله فليتوكل المتوكلون" وكما قال تعالي " ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا، ولا مبدل لكلمات الله" وسحرة فرعون لما وقر الإيمان في قلوبهم قابلوا تهديده بالقتل والصلب بقولهم كما قال تعالي "إنا إلى ربنا منقلبون، وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا، ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين" وإن طول الطريق، وإستبطاء النصر يحتاج إلى صبر، وصبر حار شديد ولذا خوطب المؤمنون في القرآن بقوله تعالى. 


" أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا، حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله، ألا إن نصر الله قريب" وقوله تعالي " حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين" وكما أن من مجالات الصبر في القرآن الكريم هو الصبر الصبر حين البأس، أي الصبر في الحرب وعند لقاء العدو وإلتحام الصفوف، فالصبر هو شرط للنصر، والفرار كبيرة، وقد أثنى الله تعالى على الصابرين في ساعة القتال فقال في آية البر "والصابرين في البأساء" أي الفقر "والضراء" أي المرض، وحين البأس، ويقول تعالي "أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون"

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

انضم الي عائلة جريدة الراصد24

إشترك ليصلك كل مواضيع جريدة الراصد24


إلى أعضاء

إنضم

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد24

2020