رحمته بالأعداء حربا وسلما جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد24 جريدة الراصد24

داخل المقال

جاري التحميل ...

رحمته بالأعداء حربا وسلما جريدة الراصد 24



بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الثلاثاء الموافق 31 ديسمبر 2024

الحمد لله الرحيم الرحمن، علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنزل القرآن هدى للناس وبينات من الهدي والفرقان، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله سيد ولد عدنان، صلى عليه الله وملائكته والمؤمنون، وعلى آله وأزواجه وخلفائه وجميع أصحابه ومن تبعهم بإحسان ثم أما بعد، يقول أنس بن مالك رضي الله عنه خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال لي أفٍّ قط، ولا قال لي لشيء لم فعلت كذا؟ وهل فعلت كذا؟" متفق عليه، وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى حتى تورمت قدماه، فقيل له أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال "أفلا أكون عبدا شكورا" متفق عليه.


وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام حتى تفطر رجلاه" متفق عليه، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهر وكان يهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم هدية من البادية، فيجهزه النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن زاهرا باديتنا ونحن حاضروه وكان صلى الله عليه وسلم يحبه وكان رجلا دميما فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يوما وهو يبيع متاعه فإحتضنه من خلفه وهو لا يبصره فقال من هذا؟ أرسلني، فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول " من يشتري هذا العبد؟" فقال يا رسول الله إذن والله تجدني كاسدا. 


فقال النبي صلى الله عليه وسلم " لكن عند الله لست بكاسد" أو قال "أنت عند الله غالي" رواه أحمد، ومن مواقف رحمة الرسول صلى الله عليه وسلم هو رحمته بالأعداء حربا وسلما، فعلى الرغم من تعدد أشكال الأذى الذي ذاقه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الكفار في العهد المكي، إلا أنه صلى الله عليه وسلم قد ضرب المثل الأعلى في التعامل معهم، وليس أدل على ذلك من قصة إسلام الصحابي الجليل ثمامة بن أثال رضي الله عنه، عندماأسره المسلمون وأتوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فربطوه بسارية من سواري المسجد، ومكث على تلك الحال ثلاثة أيام وهو يرى المجتمع المسلم عن قرب حتى دخل الإيمان قلبه، ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإطلاقه، فإنطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال. 


" أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، يا محمد والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي، والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك، فأصبح دينك أحب الدين إلي، والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد إلي " وسرعان ما تغير حال ثمامة فإنطلق إلى قريش يهددها بقطع طريق تجارتهم وصار درعا يدافع عن الإسلام والمسلمين، كما تجلت رحمته صلى الله عليه وسلم أيضا في ذلك الموقف العظيم، يوم فتح مكة وتمكين الله تعالى له، حينما أعلنها صريحة واضحة فقال صلى الله عليه وسلم "اليوم يوم المرحمة" وأصدر عفوه العام عن قريش التي لم تدخر وسعا في إلحاق الأذى بالمسلمين، فقابل الإساءة بالإحسان والأذية بحسن المعاملة.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

انضم الي عائلة جريدة الراصد24

إشترك ليصلك كل مواضيع جريدة الراصد24


إلى أعضاء

إنضم

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد24

2020