بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 22 يناير 2025
الحمد لله الذي اكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة وجعل امتنا وله الحمد خير أمه وبعث فينا رسولا منا يتلو علينا آياته ويزكينا وعلمنا الكتاب والحكمة وأشهد أن لا إله إلا الله وحدة لا شريك له شهادة تكون لمن اعتصم بها خير عصمة وأشهد أن محمد عبدة ورسوله أرسله للعالمين رحمة وخصه بجوامع الكلم فربما جمع أشتات الحكم والعلم في كلمة أو شطر كلمة صلى الله علية وعلى أله وأصحابه صلاه تكون لنا نورا من كل ظلمة وسلم تسليما، فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل واتقوا يوما الوقوف فيه طويل والحساب فيه ثقيل ثم أما بعد إن أهل الجنة في حبورهم ونعيمهم عند الملك الخلاق، ينعمون بكلامه ويلهمون التسبيح، كما تلهمون النفس، قد حل عليهم رضوان الله تعالي، فلا يسخط عليهم أبدا.
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة، فيقولون لبيك ربنا وسعديك، فيقول هل رضيتم؟ فيقولون وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعطي أحدا من خلقك فيقول ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ قالوا يا ربنا، فأي شيء أفضل من ذلك؟ قال أحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبدا" ويذبح الموت على الصراط فيزداد فرحهم وحبورهم، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا صار أهل الجنة إلى الجنة، وأهل النار إلى النار، جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار، ثم يذبح، ثم ينادي منادي يا أهل الجنة لا موت، يا أهل النار لا موت، فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم" متفق عليه.
وفوق ذلك كله يتنعمون بالنظر إلى وجه ربهم، وروى صهيب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال "إذا دخل أهل الجنة الجنة، نودوا يا أهل الجنة، تريدون شيئا أزيدكم؟ فيقولون ألم تبيض وجوهنا، وتزحزحنا عن النار، وتدخلنا الجنة؟ فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل" ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم " للذين أحسنوا الحسني وزيادة " فكل هذا النعيم في الجنة التي وعدك الله بها، إن صدقت الطلب وأتممت البيعة، وإن من الأمانه التي تدخل الناس الجنه أنه قيل في أحد الأيام كان هناك حارس بستان، دخل عليه صاحب البستان وطلب منه أن يحضر له رمانة حلوة الطعم فذهب الحارس وأحضر حبة رمان وقدمها لسيد البستان، وحين تذوقها الرجل وجدها حامضة.
فقال صاحب البستان قلت لك أريد حبة حلوة الطعم، أحضر لي رمانة أخرى، فذهب الحارس مرتين متتاليتين وفي كل مرة يكون طعم الرمان الذي يحضره حامضا، فقال صاحب البستان للحارس مستعجبا إن لك سنة كاملة تحرس هذا البستان، ألا تعلم مكان الرمان الحلو ؟ فقال حارس البستان إنك يا سيدي طلبت مني أن أحرس البستان لا أن أتذوق الرمان، فكيف لي أن اعرف مكان الرمان الحلو؟ فتعجب صاحب البستان من أمانة هذا الرجل، وأخلاقه فعرض عليه أن يزوجه ابنته، وتزوج هذا الرجل من تلك الزوجة الصالحة، وكان ثمرة هذا الزواج هو عبد الله ابن المبارك الزاهد العابد، فاللهم وادرأ عن أمة الإسلام غوائل الفتن وطوارق المحن وقها اللهم شر الكفار وكيد الفجار، يا ذا الجلال والإكرام.