وإنها يوم القيامة خزي وندامة جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد24 جريدة الراصد24

داخل المقال

جاري التحميل ...

وإنها يوم القيامة خزي وندامة جريدة الراصد 24



بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأربعاء الموافق 22 يناير 2025

الحمد لله رب العالمين مصرف الأمور، ومقدر المقدور "يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور " أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وهو الغفور الشكور وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنفع يوم النشور، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله المبعوث بالهدى والنور، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه فازوا بشرف الصحبة وفضل القربى ومضاعفة الأجور والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الآصال والبكور، أما بعد إن أنواع الأمانة كلها من مال وجسد وجوارح ورعية وغيرها في حقيقتها ليست ملكا محضا لنا، إنما هي ملكية مؤقتة في دار الدنيا، ومالكها الحقيقي هو الله تعالى، ومن بدهيات الحقوق التي يتفق عليها كل الناس على اختلاف مللهم ونحلهم أنه لا يجوز التصرف بالأمانة إلا بإذن من صاحبها ومالكها، وبما يراه هو.


لا ما يراه من أودع عنده تلك الأمانة، وكل تصرف بالأمانة بغير ما يريد مالكها فهو خيانة وظلم، ووضع الأمور بغير مكانها، وصاحب الأمانة لابد من أن يسأل عنها يوما من الأيام، ولو سألنا الجميع ما هي الأمانة؟ لأجاب الجميع أنها رد الودائع والأمانات إلى أصحابها، وهذا فهم قاصر لمعنى الأمانة، فالأمانة ليست كما يعتقده كثير من الناس أنها تتعلق بالودائع وحفظ الأمتعة والأموال لحين عودة صاحبها ثم يردها له أو ينكرها، لكن الأمانة أشمل من ذلك وأعظم منه بكثير، فالدين الذي منّ الله به عليكم أمانة في أعناقكم، وجسدك أمانة، وأبناؤك أمانة، وزوجتك أمانة، ومالك أمانة، ووظيفتك وعملك أمانة ووطنك أمانة، وكل ما يتعلق بك أمانة، فالصلاة والصيام والزكاة والحج وغيرها من شعائر الدين أمانة، ومن فرط في شيء منها أو أخل به.


فهو مفرط فيما ائتمنه عليه ربه تبارك وتعالى، والبصر أمانة، والسمع أمانة، واليد أمانة، والرجل أمانة، واللسان أمانة، والفرج والبطن وغير ذلك أمانة عندك، فلا تأتي الحرام من قبل ذلك، وإلا أصبحت مفرطا فيما ائتمنت عليه، وإحذر أن تكون هذه الجوارح شاهدة عليك يوم القيامة إن فرطت فيها، حيث يقول الحق تبارك وتعالى " يوم تشهد عليهم ألسنتهم  وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون " وإن الذين ينادون بالتحرر من الدين وإبعاده عن الحياة الدنيا ليسوا أهلا لتحمل الأمانة ومعناه إذا تعيّن رجلان أحدهما أعظم أمانة والآخر أعظم قوة قدم أنفعهما لتلك الولاية، وأقلهما ضررا فيها، فهو خلق عظيم لو تخلق به المجتمع لساد الأمن والأمان، وعمت الثقة بين أفراده، إنه خلق الأمانة، ويقابله ويضاده خلق الخيانة الذي يُعد من أبرز صفات المنافقين كما أخبرنا بذلك الحبيب المصطفى. 


وإن الأمانة خلق داخلي يدفع الإنسان لأداء الواجب، وعدم التفريط فيه، وهذا الخلق يربط العبد بالإيمان بعلاقة تلازمية، فعندما يقوى الإيمان ويرتفع منسوبه في قلب العبد يؤدي ذلك إلى حفظ الأمانة وأداء الحقوق، وبالمقابل فإنه إذا ضعف ضيعت الأمانة والحقوق، فإن الأمانة من أبرز أخلاق الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام، فنوح وهود وصالح ولوط وشعيب يخبرنا الله عز وجل في سورة الشعراء أن كل واحد منهم قد قال لقومه " إني لكم رسول أمين " ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم أمين الله في الأرض على الرسالة، فهو الذي يبلغ عن ربه هذا الدين العظيم، وقد كانوا يتركون ودائعهم عنده صلى الله عليه وسلم ليحفظها لهم، عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان و إيتاء ذي القربى وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

انضم الي عائلة جريدة الراصد24

إشترك ليصلك كل مواضيع جريدة الراصد24


إلى أعضاء

إنضم

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد24

2020