العلاقات السامة وتأثيرها على الصحة النفسية وشخصية الفرد. جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد24 جريدة الراصد24

داخل المقال

جاري التحميل ...

العلاقات السامة وتأثيرها على الصحة النفسية وشخصية الفرد. جريده الراصد24

 

العلاقات السامة وتأثيرها على الصحة النفسية وشخصية الفرد. جريده الراصد24

بقلمي: د. مي القماش


لا شك أن العلاقات السامة تمثل خطرًا خفيًا يهدد سلامة النفس واستقرارها. إنها كالرياح العاتية التي تقتلع جذور الأمان والثقة، تاركة الفرد في حالة من الاضطراب والتوتر المستمر. العلاقات السامة ليست مجرد مشكلة مؤقتة، بل هي معركة يومية تستنزف طاقة الإنسان النفسية والجسدية، فتؤثر بشكل عميق على شخصيته وتوازنه العاطفي والاجتماعي.


لذا، كان موضوعنا اليوم عن العلاقات السامة وخطرها على شخصية الفرد.

ولهذا سوف نتناول في حديثنا عنها المحاور الآتية:


أسباب الدخول في علاقات سامة


أضرار العلاقات السامة على شخصية الفرد


كيفية التحرر منها


أسباب الدخول في علاقات سامة

تتعدد الأسباب التي تدفع البعض للدخول في علاقات سامة، والتي غالبًا ما ترتبط بعوامل نفسية واجتماعية:


الخوف من الوحدة: يفضل البعض البقاء في علاقة مؤذية بدلًا من الشعور بالوحدة، مما يجعلهم عرضة للاستغلال.


الاعتماد العاطفي: الحاجة المفرطة إلى القبول والحب تجعل الشخص يتمسك بعلاقات غير صحية.


نقص الثقة بالنفس: يعتقد البعض أنهم لا يستحقون علاقات أفضل، فيرضون بالمؤذية منها.


التجارب السابقة: نشأة الفرد في بيئة مليئة بالعلاقات السامة تجعله يرى هذا النمط طبيعيًا ويعيد تكراره.


التلاعب والإيهام: يستخدم الطرف السام أساليب التلاعب العاطفي لإبقاء الآخر عالقًا في العلاقة.


أضرار العلاقات السامة على شخصية الفرد

العلاقات السامة لا تقتصر على التسبب في الألم العاطفي، بل تؤدي إلى تغييرات جذرية في شخصية الإنسان:


فقدان الثقة بالنفس: النقد المستمر والتقليل من الشأن يدمران صورة الفرد عن نفسه، مما يجعله يشعر بالعجز والدونية.


التوتر الدائم: تؤدي العلاقات السامة إلى اضطراب عاطفي دائم، ينعكس على تصرفات الفرد وتعامله مع من حوله.


الانعزال الاجتماعي: يصبح الشخص أكثر عزلة نتيجة شعوره بالإرهاق النفسي أو بسبب سيطرة الطرف السام الذي يمنعه من تكوين علاقات أخرى.


تدهور الهوية الشخصية: يفقد الشخص في العلاقة السامة الإحساس بذاته، حيث يصبح كل شيء موجهًا لإرضاء الطرف الآخر على حساب احتياجاته ورغباته.


الاضطرابات النفسية: تؤدي هذه العلاقات إلى مشاكل مثل الاكتئاب، القلق المزمن، وحتى فقدان الحماس تجاه الحياة.


كيفية التحرر من العلاقات السامة

التحرر من العلاقات السامة ليس بالأمر السهل، ولكنه ضرورة لاستعادة الذات والصحة النفسية:


إدراك المشكلة: الاعتراف بوجود علاقة سامة هو أول خطوة في الطريق للتعافي.


تعزيز الثقة بالنفس: بناء تقدير ذاتي قوي يساعد على مقاومة تأثير الطرف السام.


وضع حدود واضحة: تعلم كيف تقول "لا" وكيف تحمي مساحتك الشخصية.


اللجوء للدعم: سواء من الأصدقاء أو المعالج النفسي، فإن وجود شبكة داعمة يساعد على الخروج من هذه العلاقة.


الانفصال التدريجي: إذا كان الانفصال الكامل صعبًا، يمكن تقليل التواصل تدريجيًا حتى الوصول إلى القطيعة التامة.


في النهاية، العلاقات السامة ليست قدرًا مكتوبًا، والتحرر منها هو انتصار للنفس واستعادة لقيمتها. كن على وعي بأن سلامتك النفسية هي أولويتك الأولى، ولا تتردد في اتخاذ الخطوات التي تعيد لك توازنك وسعادتك.

كل ما ينشر علي موقع الجريدة يقع علي مسؤولية كاتب المنشور وليس علي الجريدة اية مسؤولية في ذلك

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

921358

انضم الي عائلة جريدة الراصد24

إشترك ليصلك كل مواضيع جريدة الراصد24


إلى أعضاء

إنضم

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد24

2020