القدس: تاريخ عريق وأرض الشام شاهدة على الأحداث. جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد24 جريدة الراصد24

داخل المقال

جاري التحميل ...

القدس: تاريخ عريق وأرض الشام شاهدة على الأحداث. جريده الراصد24

 ---



القدس: تاريخ عريق وأرض الشام شاهدة على الأحداث. جريده الراصد24

محمود سعيدبرغش
 

القدس، المدينة المقدسة التي تمثل مركزًا دينيًا وثقافيًا وتاريخيًا للعالمين العربي والإسلامي، تعود جذورها إلى العصور القديمة حيث تشهد على الأحداث التي شكلت تاريخ البشرية. كانت القدس ولا تزال تشكل محورًا للصراع بين الأمم والشعوب بسبب قدسيتها وارتباطها العميق بالدين والتاريخ. في هذا المقال، نلقي الضوء على تاريخ القدس وأهم الأحداث التي شهدتها على مر العصور.


القدس في العصور القديمة


القدس مدينة ذات أهمية دينية كبيرة لثلاث ديانات رئيسية: الإسلام والمسيحية واليهودية. في العهد القديم، كانت المدينة مركزًا لحكم العديد من الإمبراطوريات. على مر العصور، تعاقب عليها العديد من الغزاة، وكان لها تأثير كبير في تشكيل أحداث الشرق الأوسط.


الاحتلال الصليبي: بداية الصراع


في عام 1099م، بدأ الصليبيون حملاتهم على القدس ضمن سلسلة من الحروب الدينية، حيث تمكنوا من احتلال المدينة بعد معركة دامية. ولم يكن احتلالهم للقدس مجرد فوز عسكري، بل كان يحمل طابعًا دينيًا، حيث ارتكبوا العديد من المجازر بحق المسلمين واليهود. ولكن هذا الاحتلال لم يستمر طويلاً.


صلاح الدين الأيوبي: تحرير القدس


في عام 1187م، عاد السلام للقدس بعد أن نجح القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي في تحريرها. بعد معركة حطين الشهيرة، تمكن صلاح الدين من استعادة المدينة للمسلمين، وكان ذلك بمثابة انتصار كبير للإسلام في تلك الحقبة. وكان له الفضل في إعادة الحياة للمدينة من خلال حماية المقدسات وتأمين حقوق أهلها.


الاحتلال المملوكي: الحفاظ على القدس


تحت حكم المماليك في القرن الـ13 والـ14، حافظت القدس على مكانتها كمدينة إسلامية مقدسة. كانت هذه الحقبة تشهد استقرارًا نسبيًا في المنطقة، مع تطوير في البنية التحتية للمدينة، بما في ذلك بناء المدارس والمستشفيات. لكن رغم الاستقرار النسبي، كانت القدس دائمًا مهددة بالاحتلالات المتعاقبة.


الاحتلال الصهيوني: مأساة العصر الحديث


في بداية القرن الـ20، دخلت القدس مرحلة جديدة من تاريخها المعاصر بعد الاحتلال البريطاني في عام 1917م، الذي استمر حتى عام 1948م. وفي هذا العام، أعلنت إسرائيل عن قيامها، مما أدى إلى احتلال القدس بالكامل، حيث أصبحت المدينة تحت سيطرة الاحتلال الصهيوني، وهو الأمر الذي لا يزال قائماً حتى اليوم.


القدس اليوم: في ظل الصراع المستمر


اليوم، تبقى القدس إحدى أبرز بؤر الصراع في المنطقة. تحت سيطرة الاحتلال الصهيوني، يعاني الفلسطينيون من تبعات الاحتلال، بما في ذلك القيود على حركة الناس، التهجير القسري، والانتهاكات اليومية لحقوق الإنسان. وفي الوقت ذاته، تواجه المدينة تحديات كبيرة من حيث الحفاظ على هويتها الإسلامية والعربية.


القدس في قلوب العرب والمسلمين


تعتبر القدس قلب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. هي المدينة التي تمثل أسمى معاني الصمود والمقاومة في وجه الاحتلال، وهي كذلك رمزية للعدالة والحرية. تظل القدس في قلب الوجدان العربي والإسلامي، ويعكف العديد من الحكام والنشطاء على السعي لتحقيق العدالة لهذا الشعب المظلوم.


التناقض بين الدعم العربي الحالي ودور النساء في الفتوحات الإسلامية


إن مقارنة الدعم الذي يقدمه العالم العربي اليوم للقضية الفلسطينية مع دور النساء في الحروب الفتوحات الإسلامية تبرز حجم التباين بين الماضي والحاضر. في فترة الفتوحات الإسلامية، كان العرب والمسلمون يقدمون كل أنواع الدعم لإخوانهم في فلسطين والعالم الإسلامي، بما في ذلك الدعم العسكري والسياسي. ولكن في الوقت الراهن، يبدو أن هذا الدعم قد تضاءل بشكل كبير، ليقتصر على المساعدات الإنسانية دون تقديم دعم فعال لحرية الشعب الفلسطيني.


إضافة إلى ذلك، يجب أن نتذكر أن النساء في الحروب الإسلامية لم يكن دورهن مقتصرًا على مجرد تقديم الطعام والشراب، بل كان لديهن دور محوري في تزويد المجاهدين بالمعنويات اللازمة ومساندتهم في الحروب. على سبيل المثال، كانت النساء يشاركن في علاج الجرحى والمصابين وتقديم الدعم اللوجستي في معسكرات الجيش، بل وكن يتنقلن بين الجبهات لنقل الرسائل وتوفير الدعم المادي. في معركة حطين، على سبيل المثال، كان للنساء دور بارز في دعم المجاهدين من خلال العناية بالجرحى والمشاركة في توفير المؤن.


أما اليوم، ورغم أن المساعدات الإنسانية المقدمة إلى غزة من قبل الدول العربية، مثل الطعام والشراب والمساعدات الطبية، هي أمر نبيل، فإنها لا تكفي لمواجهة التحديات الكبرى التي يواجهها الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال. العجز العربي في تقديم دعم حقيقي على المستويين العسكري والسياسي يجعل الموقف العربي في مهب الريح، خصوصًا عندما نشهد مواقف متباينة من بعض الأنظمة العربية التي قد تكون مشغولة بمصالحها الداخلية والإقليمية.


بينما كانت النساء في العصور الإسلامية رمزًا للعطاء والتضحية في الحروب الفتوحات، نجد أن الشعوب العربية اليوم، رغم مشاعرها العميقة تجاه القضية الفلسطينية، لم تحقق المستوى ذاته من التضحية أو الدعم الكافي الذي يعكس قوة هذه الشعوب أمام التحديات المعاصرة. في ضوء ذلك، يظل السؤال مطروحًا: هل نحن اليوم نفي بتلك الأمانة التي حملتها الأجيال السابقة في دعم فلسطين؟


خاتمة


تاريخ القدس هو تاريخ طويل ومعقد يعكس الكثير من التحديات والصراعات، ولكنه أيضًا رمز للأمل والتضحية في سبيل العدالة والحرية. لا يمكن للقدس أن تُختزل في صراع ديني أو سياسي فحسب، بل هي رمز للأمة العربية والإسلامية التي لن تنسى قضيتها وستظل تسعى لتحقيق السلام والحرية للشعب الفلسطيني. رغم الأزمات والتحديات، تبقى القدس حية في قلوب العرب والمسلمين، ولن تنطفئ جذوة الأمل في تحريرها يومًا ما.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

انضم الي عائلة جريدة الراصد24

إشترك ليصلك كل مواضيع جريدة الراصد24


إلى أعضاء

إنضم

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد24

2020