المراد من كلمة الأمانة جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد24 جريدة الراصد24

داخل المقال

جاري التحميل ...

المراد من كلمة الأمانة جريدة الراصد 24



بقلم / محمـــد الدكـــروري


إن الحمد لله شارح صدور المؤمنين، فانقادوا إلى طاعته وحسن عبادته، والحمد له أن حبب إلينا الإيمان، وزينه في قلوبنا، يا ربنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، ونشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، وصلى اللهم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين، ثم أما بعد

إن المراد من الأمانة ما هو أوسع من أمانات الأموال، فالأمانة تعم جميع وظائف الدين على الصحيح من الأقوال وهو قول الجمهور، والأمانة هي كل ما افترض الله على العباد، فهو أمانة كالصلاة، والزكاة، والصيام وأداء الدين وأوكدها الودائع، والأمانة من أبرز سمات الأنبياء والصالحين فقد حرص الأنبياء على إبرازها فهذه هو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم صاحب الحظ الأوفى من الأمانة سمّاه قومه "الأمين" قبل وبعد البعثة، وإبقاؤه صلى الله عليه وسلم على الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد هجرته. 


ليرد الأمانات التي كانت عنده إلى أهلها، والأمانه هي من صفات الصالحين، وقال الله تعالى " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها " وكان سبب النزول هو " تولية الأمر لمن هو أصلح له، لما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة وتسلم مفاتيح الكعبة من بني شيبة طلبها منه العباس بن عبد المطلب ليجمع له سقاية الحاج وسدنة البيت، فأنزل الله هذه الآية فدفع مفاتيح الكعبة إلى بني شيبة" وأما عن تولية غير الأمناء خيانة للأمانة، فعن عمر بن الخطاب قال "ومن ولى رجلا على عصابة وهو يجد في تلك العصابة من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين" وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " فإن عدل عن الأحق الأصلح إلى غيره لأجل قرابة بينهما أو لرشوة أو لضغن في قلبه على الأحق أو عداوة بينهما؛ فقد خان الله ورسوله والمؤمنين" 


وإن من الأمانات هي القوة وهي القوة في كل ولاية بحسبها، فالقوة في الحكم بين الناس ترجع إلى أهل العلم بالعدل الذي دل عليه الكتاب والسنة، وإلى القدرة على تنفيذ الأحكام. المقصود بالأمانة خشية الله وترك خشية الناس، وعدم بيع الدين بالدنيا، فالقوة والأمانة في الناس هو إجتماع القوة والأمانة في الناس قليل لذا كان عمر رضي الله عنه يقول "اللهم أشكو إليك جلد الفاجر وعجز الثقة" والواجب في كل ولاية الأصلح بحسبها، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعمل خالد بن الوليد على الحرب منذ أسلم، وقال " خالد بن الوليد سيف من سيوف الله، سله الله علي المشركين " رواه أحمد والترمذي، مع أنه أحيانا قد كان يعمل ما ينكره النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أبو ذر أصلح منه في الأمانة والصدق، ومع هذا قال له النبي صلى الله عليه وسلم " لا تأمرون علي اثنين ولا تولين مال يتيم " رواه مسلم.


وأمّر النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص رضي الله عنه في غزوة ذات السلاسل، إستعطافا لأقاربه الذين بعثه إليهم، وفي الجيش من هو أفضل منه، وكان أبو بكر يستعمل خالد بن الوليد رضي الله عنه على الجيش، وكان عمر رضي الله عنه يؤثر عزل خالد وإستنابة أبي عبيدة بن الجراح لأن خالدا كان شديدا كعمر بن الخطاب، وأبو عبيدة كان لينا كأبي بكر رضي الله عنهم، وكان الأصلح لكل منهما أن يولي من ولاه ليكون أمره معتدلا، فإحذروا تولية الرويبضة وتمنّوا الأمين فقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول إنما بعثت عمالي عليكم ليعلموكم كتاب ربكم وسنة نبيكم ويقسموا بينكم فيئكم، وكان يقول إن أهم أمركم عندي الصلاة، فمن حافظ عليها وحفظها حفظ دينه ومن ضيعها كان لما سواها من عمله أشد إضاعة.


وقال رجل لعمر رضي الله عنه يا أمير المؤمنين لو وسعت على نفسك في النفقة من مال الله تعالى، فقال عمر "أتدري ما مثلي ومثل هؤلاء، ويعني الأمة؟ كمثل قوم كانوا في سفر فجمعوا منهم مالا وسلموه إلى واحد ينفقه عليهم، فهل يحل لذلك الرجل أن يستأثر عنهم من أموالهم؟" واسألوا الله أن نكون ممن يصدق فيه قوله تعالى " الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور "

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

انضم الي عائلة جريدة الراصد24

إشترك ليصلك كل مواضيع جريدة الراصد24


إلى أعضاء

إنضم

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد24

2020