سيمون: عندما يتحول العقل إلى مرآة للحياة جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد24 جريدة الراصد24

داخل المقال

جاري التحميل ...

سيمون: عندما يتحول العقل إلى مرآة للحياة جريدة الراصد 24




القاهرة  : الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر 


"أعتبر نفسي شخصية عقلانية ودايمًا أحكامي إلى حد كبير معتدلة. كل شوية أفكر بطريقة مختلفة شوية وأعدل أفكار مع ثبات الأساسي."

بهذه الكلمات، فتحت الفنانة سيمون نافذة على أعماقها في منشور يحمل رؤية فلسفية تُلخّص مشوارًا طويلًا من التجارب الإنسانية والنضج الفكري. ففي وقت تتسارع فيه الأحداث وتتبدل الأولويات، تأتي كلماتها لتثبت أن الاتزان هو الطريق الأمثل للعيش بسلام مع النفس ومع الآخرين.


العقلانية ليست مجرد منهجية للتفكير، بل هي مرآة نقيّة تعكس كيف يرى الإنسان العالم ويقيم الأمور بمعزل عن التحيز العاطفي. في منشورها، تؤكد سيمون أن أحكامها قائمة على أساس عقلاني بعيد عن المشاعر الشخصية، مشيرة إلى أن حبها أو تقديرها لأي شيء ينبع من المواقف وليس من العواطف العابرة. هذا النمط من التفكير يعكس نضجًا إنسانيًا متقدمًا، حيث يصبح الإنسان قادرًا على اتخاذ قراراته بناءً على مبادئ وأسس ثابتة، وليس تقلبات شعورية لحظية.


ما يميز العقلانية التي تتحدث عنها سيمون هو مرونتها. فالمرونة الفكرية ليست دليلًا على ضعف القناعات، بل على قوة الشخص في مراجعة أفكاره وإعادة تقييمها دون المساس بالأسس التي يرتكز عليها. تقول سيمون: "كل شوية أفكر بطريقة مختلفة شوية وأعدل أفكار مع ثبات الأساسي." هذه الجملة تختصر فكرة أن التغيير ليس تنازلًا، بل وسيلة للتطور والنمو. فالحياة تعلمنا أن الثوابت القوية يجب أن تكون قابلة للتكيف مع المتغيرات، دون أن تفقد معناها الأصلي.


ربما يكون الجانب الأكثر عمقًا في رسالة سيمون هو أن تقييمها للأشخاص أو الأحداث يعتمد على المواقف وليس العلاقات الشخصية. فالمواقف تكشف عن حقيقة البشر أكثر مما تفعل الكلمات. وفي هذا السياق، فإن بناء الأحكام على هذا الأساس يجعل الإنسان أكثر عدلًا وإنصافًا، بعيدًا عن الانحياز العاطفي. "حبّي وتقديري وعدمه لا يُبنى على مشاعر شخصية بقدر المواقف."

هذه العبارة تلخص فلسفة ترفض المجاملات الاجتماعية الزائفة وتعتمد على الحقائق والمعايير الموضوعية في التعامل.


في اعتراف يحمل كثيرًا من العمق، تقول سيمون: "تأكدت أن أحكامي وأفكاري تتأكد أكتر مع الوقت والزمن بلا مكافآت ولا تقديرات، وهذا يكفيني."

هنا يكمن جوهر الحكمة التي تكتسبها الشخصية الناضجة بمرور السنوات. فحين تتعلم أن تكتفي بذاتك وبقناعاتك، دون الحاجة إلى تصفيق الآخرين أو تقديرهم، تكون قد وصلت إلى مرحلة من الاكتفاء الذاتي الذي يمنحك السلام الداخلي.


مع نهاية العام، اختتمت سيمون رسالتها بعبارة تحمل الأمل والتجدد: نهاية_عام_وبداية_حلم.

كأنها تقول إن العام الجديد ليس فقط بداية لتقويم جديد، بل فرصة لتحقيق أحلام جديدة، ومواصلة المسير برؤية أكثر وضوحًا ونضجًا.


رسالة سيمون هي دعوة للتأمل وإعادة التفكير في منهج حياتنا. إنها تلهمنا لتبني العقلانية كمنهج حياة، لنقيم الأمور بعدل وشفافية، ونترك للمواقف وحدها أن تكشف حقيقة كل شيء.

التعليقات

كل ما ينشر علي موقع الجريدة يقع علي مسؤولية كاتب المنشور وليس علي الجريدة اية مسؤولية في ذلك


جريدة الراصد24

إتصل بنا

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

انضم الي عائلة جريدة الراصد24

إشترك ليصلك كل مواضيع جريدة الراصد24


إلى أعضاء

إنضم

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد24

2020