تصريف القلب عن صحة البدن وإستقامته جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد24 جريدة الراصد24

داخل المقال

جاري التحميل ...

تصريف القلب عن صحة البدن وإستقامته جريدة الراصد 24


بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : ال


جمعة الموافق 3 يناير 2025

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد إن الناس يكرهون النصيحة في العلن فلا يختلف إثنان في أن النصيحة في العلن يكرهها الناس لأن كل الناس يكرهون أن تبرز عيوبهم أمام غيرهم، وهو كل الناس مسلمهم وكافرهم، ولكن إذا تم أخذ الفرد ونصحه على إنفراد أدعى للقبول وأدعى لفهم المسألة، فالناس يكرهون من يؤنب ويوبخ في غير محل التأنيب ومن غير تأني ودون السؤال والاستفسار، بل من الخطأ أن يتمادى الإنسان في التأنيب بعد أن يعتذر صاحبه ومن يتحدث معه فالناس جميعا ومنهم نحن عاطفيون أولا. 


ثم أصحاب منطق وعقول في الدرجة الثانية، وإن لنا نفوسا ذات مشاعر وأهواء وهي تريد من الآخرين أن يحترموها كما هي، فلماذا تحاول مناقضة نفوس الآخرين بينما تعرف أن نفوسنا من نفس النوع ؟ وإن اللوم والتأنيب مُرّ المذاق وثقيل على النفس البشرية فحاول تجنبه حتى تكسب حُبّ غيرك، وإن من آثار التعلق بغير الله تعالي هو أنها تصرف القلب عن صحة البدن وإستقامته وتحصيله من العلم إلى مرضه وإنحرافه، فمعشوقه هو شغله الشاغل لايفكر إلا به ولا يعمل إلا له، نسي الله فأنساه مصلحة نفسه، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من تعلق شيئا وُكل إليه" فلا يزال يفكر به لا يهنأ بشراب ولا يلذ له طعام حتى بدا هزيلا وأي عذاب أشد من الخوف والهم والحزن وضيق الصدر والأمراض النفسية التي تؤثر على صحته وسلامته.


وفوق ذلك كله إعراضه عن ذكر الله تعالي وتعلقه بغيره، بكل واد منه شعبة ومحبوبه يسومه سوء العذاب، فكل من أحب شيئا غير الله عُذب به ثلاث مرات، في هذه الدار وهو يُعذب به قبل حصوله فهو في محاولات وتفكير حتى يحقق مطلبه وهذه من العقوبة الدنيوية قبل الأخروية، فمن أحب شيئا غير الله عذب به، فإذا حقق مطلبه وغايته عُذب به حال قربه منه بالخوف من بُعده وفراقه والتنغيص والتفكير بأنواع الخلافات فإذا سُلبت منه إشتد عذابه، وكذلك في البرزخ فعذاب يقارنه ألم فراق لا يرجى عودته وعذاب فوات ما فات من النعيم الذي لم يحصل له لإنشغاله بغير الله تعالي وعذاب الحجاب من الله وعذاب الحسرة والعداوة حيث يقول تعالي " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين " وفي الآخرة يتبرأ بعضهم من بعض. 


حيث قال الله تعالى "ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين ءامنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب، إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب" فيا أيها المسلمون، اتقوا الله في سركم وجهوكم، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسب، واعلموا أن خير مخلوق إنسان آدمي وطئ الأرض هو نبيكم ورسول الله إليكم، وإلى الثقلين كافة محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

انضم الي عائلة جريدة الراصد24

إشترك ليصلك كل مواضيع جريدة الراصد24


إلى أعضاء

إنضم

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد24

2020