يا ليت بيني وبينك بعد المشرقي جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد24 جريدة الراصد24

داخل المقال

جاري التحميل ...

يا ليت بيني وبينك بعد المشرقي جريدة الراصد 24

 


بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الجمعة الموافق 3 يناير 2025

الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم والقلب الرحيم ورحمة الله للخلق أجمعين اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد إن من الحكمة أن تسلم بخطئك حين تخطيء، فإن الإعتراف بالخطأ يزيل التحامل الذي يمكن أن يتولد في صدر الخصم أولا، ومن ثم يخفف أثر الخطأ ثانيا، فحين ترى أنك على خطأ اعمد إلى التسليم به وهو كفيل بأن يجعل الخصم يقف منك موقف الرحيم السريع العفو وعلى العكس من ذلك إذا أصررت على الدفاع عن خطئك، وقديما قيل "المقر بذنبه كمن لا ذنب له" 


وإياك والأنا، فإن الناس يكرهون دائما من ينسب الفضل لنفسه، فإذا حدث إخفاق ألقى بالتبعة على الآخرين وإذا حدث نجاح نسبه لنفسه، وقيل انه جاء في بحث إحصائي قامت به مصلحة التليفونات في نيويورك أن كلمة أنا هي أكثر كلمة ترن بها أسلاك شبكتها التليفونية، ومعنى ذلك أن إهتمام الناس كل بنفسه هو الصفة المسيطرة على البشر، فإذا كنت تهتم بنفسك أولا، ولا تحاول إجتذاب الآخرين بالإهتمام بهم، فكيف تنتظر منهم أن يهتموا بك إذن؟ وإن من آثار التعلق بغير الله تعالي هو تباعد عنه أصدقاء الصلاح والخير وأنصح الخلق له وأنفعهم ومن في قربهم سعادة له والسبب هو إشباع شهوة عابرة لم تكن لتتفاقم لولا أنه أرخى لها العنان حتى كبرت وأصبحت حجابا عن ربه وعن الإستقامة وترك صحبة الخير والصلاح الذين يحاربون معه عدوه وعدوهم.


ويعينونه عليه ويحثونه على الخير ويدلونه سعادته في قربهم ومحبتهم وموالاتهم وتركه لهم وإعراضه عنهم فيه هلاكه وشقاؤه وفساده، إنصرف عنهم إلى ذلك المحبوب وفي الآخرة فيقول " يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين " كنت في الدنيا أضللتني عن الهدى وأبعدتني عن الرفقة الصالحة أبعدتني عن رياض الجنة وهي مجالس الذكر وكانت نفسي تتوق إلى الخير مازلت أبتعد عن ربي مذ عرفتك حتى غفلت عنه حتى عند أدائي لصلاتي فبئس القرين أنت لي اليوم فيقول تعالي " ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون " فمد له هدية من نار مطرزة بثوب الخزي والعار على طبق من المحبة الكاذبة والمودة المصطنعة، وإياك أخي الكريم أن تركز على السلبيات دون الحسنات، وخذ مثالا علي ذلك وهو علاقة المرأة المسلمة بزوجها المسلم.


والتي يمكن أن يعمم مغزاها في كل قضايا التعامل، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر" فما أحد يسلم من العيوب فلا زوجة بلا عيوب ولا صديق بلا عيوب ولا رئيس ولا مرؤوس، ويقول سعيد بن المسيب " ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلا فيه عيب ولكن من الناس من لاينبغي أن تذكر عيوبه " فمن كان فضله أكثر من نقصه ذهب نقصه لفضله ولا تذكر عيوب أهل الفضل تقديرا لهم، وكم من الناس ننقدهم فإذا رأينا غيرهم حمدناهم، والرسول صلى الله عليه وسلم يعطينا المثل فيذكر بفضل الأنصار لأن البشر بطبعهم ينسون الحسنات فقد أخرج البخاري قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.


"أوصيكم الأنصار فإنهم كرشي وعيبتي، أي يعني بطانتي وخاصتي، فقد قضوا الذي عليهم، ويقصد أنهم وفوا بما تعهدوا به في بيعة العقبة، وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم " وإن هذا قمة الإنسانية والعدل.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

انضم الي عائلة جريدة الراصد24

إشترك ليصلك كل مواضيع جريدة الراصد24


إلى أعضاء

إنضم

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد24

2020