صبر نبي الله يعقوب عليه السلام جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد24 جريدة الراصد24

داخل المقال

جاري التحميل ...

صبر نبي الله يعقوب عليه السلام جريدة الراصد 24

 


بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأحد الموافق 5 يناير 2025

الحمد لله الذي فرض على عباده الحج إلى بيته الحرام ورتب على ذلك جزيل الأجر ووافر الإنعام، أحمده سبحانه على الرخاء والنعماء وأشكره في السراء والضراء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شرع الشرائع وأحكم الأحكام، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أفضل من صلى وصام ووقف بالمشاعر وطاف بالبيت صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه الطيبين الكرام ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أشرقت برسالته الأرض بعد ظلماتها وتألفت به القلوب بعد شتاتها وسارت دعوته سير الشمس في الأقطار وبلغ دينه ما بلغ الليل والنهار، وإستجابت لدعوته القلوب طوعا وإذعانا وإمتلأت بعد كفرها أمنا وإيمانا، فجزاه الله عن أمته أفضل الجزاء وصلى عليه صلاة تملأ أقطار الأرض والسماء وسلم تسليما كثيرا أما بعد إن من الصبر هو صبر نبي الله يعقوب عليه السلام.


على التفريق بينه وبين ابنيه، حيث قال العلامة السعدي رحمه الله هذه المحنة العظيمة التي امتحن الله بها نبيه وصفيه يعقوب عليه السلام حيث قضى بالتفريق بينه وبين ابنه يوسف الذي لا يقدر على فراقه ساعة واحدة ويحزنه ذلك أشد الحزن فحصل التفريق بينه وبينه مدة طويلة لا تقصر عن ثلاثين سنة، ويعقوب لم يفارق الحزن قلبه هذه المدة فيقول الله تعالي " وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم " ثم إزداد به الأمر شدة حين صار الفراق بينه وبين ابنه الثاني شقيق يوسف هذا وهو صابر لأمر الله محتسب الأجر من الله تعالي، ومن الصبر هو صبر نبي الله أيوب عليه السلام على البلاء، حيث قال العلامة السعدي رحمه الله، قوله تعالى " وذكري للعابدين " أي جعلناه عبرة للعابدين الذين ينتفعون بالصبر فإذا رأوا ما أصاب أيوب عليه السلام من البلاء. 


ثم ما أثابه الله بعد زواله ونظروا السب وجدوه الصبر، وكما أن الشكوى إلى الله عز جل لا تنافي الصبر حيث قال العلامة ابن القيم رحمه الله الشكوى إلى الله عز وجل لا تنافي الصبر، وإنما ينافي الصبر شكوى الله لا الشكوى إليه كما رأى بعضهم رجلا يشكو إلى آخر فاقة وضرورة، فقال يا هذا تشكو يرحمك إلى من لا يرحمك ؟ وقال العلامة ابن القيم رحمه الله مشقة الصبر بحسب قوة الداعي إلى الفعل وسهولته على العبد، فإذا إجتمع في الفعل هذان الأمران كأن الصبر عنه أشق شيء على الصابر وإن فقدا معا سهل الصبر عنه وإن وجد أحدهما وفُقد الآخر سهُل الصبر من وجه وصعُب من وجه، ومن إشتد عليه داعية إلى ذلك وسهل عليه فعله، فصبره عنه أشق شيء عليه ولهذا كان صبر السلطان على الظلم وصبر الشاب على الفاحشة. 


وصبر الغني عن تناول اللذات والشهوات عند الله بمكان، والصبر عن معاصي اللسان والفرج من أصعب أنواع الصبر لشدة الداعي إليهما وسهولتهما، فإن معاصي اللسان فاكهة الإنسان كالنميمة والغيبة والكذب والمراء والثناء على النفس تعريضا وتصريحا وحكاية كلام الناس والطعن على من يبغضه ومدح من يحبه ونحو ذلك، وإن الإسلام هو الدين المعتبر عند الله تعالي من تمسك به نجا ومن سلك طريقه، اهتدى ومن عمل به وصل إلى الدرجات العلا ولن يقبل الله من أحد دينا غير الإسلام لا يهودية ولا نصرانية ولا مجوسية ولا شيوعية ولا غيرها من المذاهب الهدامة والنحل المختلفة المنحرفة عن الطريق السوي وسوف يخسر أولئك أنفسهم ويخسرون ما أعد الله لأوليائه المؤمنين من الفوز بالكرامة والنعيم المقيم.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

انضم الي عائلة جريدة الراصد24

إشترك ليصلك كل مواضيع جريدة الراصد24


إلى أعضاء

إنضم

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد24

2020