بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين نحمد ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليّا مرشدا والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين سيدنا محمد بن عبد الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد، ذكرت المصادر الإسلامية التاريخية الكثير والكثير عن شهر رجب، وقال شيخ الإسلام ابن باز بأن الإحتفال بليلة السابع والعشرين من شهر رجب إعتقادا أنها ليلة الإسراء والمعراج كل ذلك بدعة لا أصل له في الشرع وليلة الإسراء والمعراج لم تعلم عينها ولو علمت لم يجزي الإحتفال بها لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بها وهكذا خلفاؤه الراشدون وبقية أصحابه رضي الله عنهم ولو كان ذلك سنة لسبقونا إليها،
والخير كله في اتباعهم والسير على منهاجهم، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" متفق على صحته، وأما عن الذبح في رجب وما يشبهه، فإن مطلق الذبح لله في رجب ليس بممنوع كالذبح في غيره من الشهور لكن كان أهل الجاهلية يذبحون فيه ذبيحة يسمونها العتيرة، والعتيرة كانت العرب في الجاهلية تذبح ذبيحة في رجب يتقربون بها لأوثانهم فلما جاء الإسلام بالذبح لله تعالى بطل فعل أهل الجاهلية، وليس لذلك كله أصل في السنة، وقد اختلف أهل العلم في حكمها فذهب الأكثرون إلى أن الإسلام أبطلها مستدلين بقوله كما عند الشيخين عن أبي هريرة رضي الله عنه "لا فرع ولا عتيرة" رواه البخاري ومسلم، وقيل نادى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إنا كنا نعتر عتيرة في الجاهلية في رجب فما تأمرنا، قال "اذبحوا في أي شهر كان" وقال ابن حجر فلم يبطل رسول الله عليه الصلاة والسلام العتيرة من أصلها وإنما أبطل خصوص الذبح في شهر رجب، وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يكره أن يتخذ رجب عيدا، وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ينهى عن صيام رجب لما فيه من التشبه بالجاهلية كما ورد عن خرشة بن الحر قال " رأيت عمر يضرب أكف المترجبين حتى يضعوها في الطعام ويقول كلوا فإنما هو شهر كانت تعظمه الجاهلية" وقال الإمام ابن القيم ولم يصم عليه الصلاة والسلام الثلاثة الأشهر سردا، أي رجب وشعبان ورمضان، كما يفعله بعض الناس ولا صام رجب قط ولا إستحب صيامه، وقال ابن حجر رحمه الله.
"لم يثبت في شهر رجب ولا في صيامه ولا في صيام أيام معينة منه ولا في قيام ليلة معينة فيه حديث صحيح يصلح للحجة" وقال ابن القيم " كل حديث في صيام شهر رجب وصلاة بعض الليالي فهو كذب مفترى" وقال الشوكاني رحمه الله "جميع ما ورد فيه من النصوص إما موضوع مكذوب وإما ضعيف شديد الضعف" ويحرص بعض الناس على الإعتمار في رجب، إعتقادا منهم أن للعمرة فيه مزيد مزية وهذا لا أصل له، فقد روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال "إن رسول الله إعتمر أربع عمرات إحداهن في رجب ، قالت أي عائشة يرحم الله أبا عبد الرحمن، ما إعتمر عمرة إلا وهو شاهده، وما اعتمر في رجب قط" صحيح البخاري، وقد نص العلامة ابن باز.
على أن أفضل زمان تؤدى فيه العمرة هو شهر رمضان لقول النبي صلى الله عليه وسلم "عمرة في رمضان تعدل حجة" ثم بعد ذلك العمرة في ذي القعدة لأن عُمره كلها وقعت في ذي القعدة، وقال ابن العطار" وما يفعله الناس في هذه الأزمان من إخراج زكاة أموالهم في رجب دون غيره من الأزمان لا أصل له، بل حكم الشرع أنه يجب إخراج زكاة الأموال عند حولان حولها بشرطه سواء كان رجبا أو غيره "