تألم كي تتعلم .. جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد24 جريدة الراصد24

داخل المقال

جاري التحميل ...

تألم كي تتعلم .. جريدة الراصد 24



وحين يحل المساء ، اسدل أسمال القرطاس، تتساقط قطرات الحبر ، من تلك المحبرة الرمادية، معلنة عن ترانيم طقس الوداع، وداع كلمة وداع حرف، عجز عن خطه ذاك اليراع، أسارع لغلق الكتاب، فالعنوان رحيل القافية ، و المعنى في جدال مع مغزى ما وراء هذا الخطاب، معنى أن تكون بعزلة و وفاق مع الذات، ليست لحظة وداع إنما هي بداية ترتيب معالم الحياة، دروب و أزقة و نوافذ ،منها كنت تطل على أعتى غاب، متوحش و مؤنس في خضم عدابك، ترتب الأشخاص و الأحذاث، تنسجها من فرحها و قرحها ، بلوها و سقمها، فما ينفك ذاك التأنيب المصاحب لكل محطة مر بها قطار حياتك، سوى لحظة قطرة سوى, سحابة نيف من شتى الألوان ، تحمل نفسك وانت تدري أنها لم تعد تقوى على احتمالك، فأنت سوى مجرد قصة ترويها لنفسك و للآخرين، تحقن نفسك بذاك الخيال حتى لا تموت من واقعك، وتعلم أن سقوطك كان استناذك على كذبك على نفسك ، إبتعدت و أنت في أمس الحاجة للقرب مخافة المهانة و الإدلال، ابتسمت وانت في أمس الحاجة البكاء ، أظهرت قوتك و في نفسك أنك ترعب الآخرين، تصمت و أنت في أمس الحاجة للعتاب، أتقنت جيدا لعبة الصمت في زمن الثرثرة، كنت وحيدا و خلت نفسك عزيزا، دوايت الجفاء بالجفاء، وظننت أن أهل الوفاء ماتوا، فوجب عليك الآن الاعتذار لنفسك و لقلبك و لظنك و لتوقعاتك، فلا تعجب و لا تسأل، فكم صافحت ؟ و وجدت الكثير من الكفوف شوكا و نفاقا و مصالح.

فتألم كي تتعلم..


بقلمي أبو سلمى 

مصطفى حدادي.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

انضم الي عائلة جريدة الراصد24

إشترك ليصلك كل مواضيع جريدة الراصد24


إلى أعضاء

إنضم

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد24

2020