سبب لفرح الرب بالعباد جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد24 جريدة الراصد24

داخل المقال

جاري التحميل ...

سبب لفرح الرب بالعباد جريدة الراصد 24




بقلم / محمـــد الدكـــروري


الحمد لله رب العالمين المنفرد بالقدم والبقاء والعظمة والكبرياء والعز الذي لا يرام، وأشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير، اله عز من اعتز به فلا يضام وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه، صلوا على خير الأنام محمد وعلي اله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته وإقتدى بهديه وإتبعهم بإحسان إلي يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين ثم أما بعد اعلموا يرحمكم الله أعظم فضل للتوبة أنها سبب لمحبة الرب للعبد، حيث قال تعالي فى الحديث القدسى " من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلى عبدى بشىء أحب إلى مما إفترضه عليه ولا يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به، ويده التى يبطش بها، 


ورجله التى يمشى عليها ولئن سألنى لأعطينة ولئن استعاذنى لأعيذنه" ولكن ماذا لو أحبك الله؟ فيقول النبى صلي الله عليه وسلم كما فى حديث أبى هريرة رضي الله عنه "إذا أحب الله عبدا دعا جبريل عليه السلام، وقال يا جبريل إنى أحب فلانا فأحببه" وتذكر أنت عند الملك ويذكر أسمك ملك الملوك" إنى أحب فلانا فأحببه، يحبه جبريل، ثم ينادى جبريل فى أهل السماء، ويقول يا هل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم ينادى جبريل فى الأرض، فيوضع له القبول فى الأرض" فحيثما توجه فقد وضع الله تعالي له القبول إذا احبه الله سبحانه، وإذا أبغض الله عبدا دعا جبريل وقال " يا جبريل إنى أبغض فلانا فأبغضه فيبغضه جبريل وينادى جبريل، لأهل السماء فيبغضه أهل السماء ثم ينادى على أهل الأرض فتوضع له البغضاء فى الأرض" 


أعاذنى الله وإياكم من البغضاء، فإن أحبك رب الأرض والسماء سعدت فى الدنيا والآخرة، ولو أحبك مسئول سعدت فى دنياك، فكيف لو احبك من بيده الدنيا والآخرة، سعدت فى الدنيا وسعدت فى الآخرة، أسأل الله أن يجعلنى وإياكم من أهل السعادة فى الدنيا والآخرة، وإن من فضائل التوبة أنها سبب لفرح الرب بالعبد، فالله تعالي يفرح لا تعطل ولا تكيف ولا تمثل، فإسمع ماذا قال أعرف الناس بربه وهو المصطفى صلى الله عليه وسلم كما فى الصحيحين من حديث أنس بن مالكرضي الله  "لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فاتفلتت منه راحلته وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع فى ظلها وقد أيس من راحلته" والمعنى هو رجل يركب حمارا أو ناقة أو حصانا وهي دابة عليها الطعام والشراب. 


ويمشى فى صحراء مقفرة، مهلكة، وفجأة إنفلتت الدابة جرت، فضاع الطعام وضاع الشراب، وضاعت الركوبة التى يركبها فى هذه الصحراء فإستسلم للموت، فرأى شجرة فانطلق إليها ونام فى ظلها ينتظر الموت، لأنه لا يجد طعاما ولا شرابا ولا ظهراً يركبه، فيقول المصطفى صلي الله عليه وسلم " وبينما هو كذلك إذا به يرى راحلته قائمة عند رأسه وعليها الطعام والشراب" فتصور معى أخى الحبيب الفرحة العارمة لهذا العبد فقال "اللهم أنت عبدى وأنا ربك" أخطأ من شدة الفرح، فإن فرح الله بك إن تبت إليه أعظم من فرح هذا العبد بعودة دابته إليه.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

انضم الي عائلة جريدة الراصد24

إشترك ليصلك كل مواضيع جريدة الراصد24


إلى أعضاء

إنضم

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد24

2020