التوبة هى حقيقة دين الإسلام جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد24 جريدة الراصد24

داخل المقال

جاري التحميل ...

التوبة هى حقيقة دين الإسلام جريدة الراصد 24

 


بقلم / محمـــد الدكـــروري


الحمد لله الذي لا يسأل عما يفعل، فلا تيأس من رحمته ولا تعجل، فسبحانه من أقبل بجوده وبره على من رجع إليه وأقبل، وأشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير شهادة عبد خضع لهيبه وتذلل، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه، فاللهم صلي عليه وعلي اله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته وإقتدى بهديه وإتبعهم بإحسان إلي يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين ثم أما بعد إن من نصالح النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم قوله "عليكم بالصدق فإن الصدق يهدى إلى البر، وإن البر يهدى إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدى إلى الفجور، وإن الفجور يهدى إلى النار، 


وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا" رواه مسلم، وقد تقترن النصيحة بعمل شيء يشد إنتباه المخاطب ويشعره بالأهمية، كأن يأخذ بمنكبه أو يشد عليه، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عندما أخذ بمنكبيه وقال "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل" رواه البخاري، وكما فعل حين ضرب على منكب عثمان رضي الله عنه ثم قال له "يا عثمان إن الله عز وجل عسى أن يلبسك قميصا فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني "رواه أحمد، وبالجملة فإن نصائح النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم تعكس صدق محبته لصحابته ومقدار شفقته عليهم، فلا عجب إذن أن تثمر مثل هذا الجيل الفريد الذي عز مثيله على مر التاريخ والعصور. 


وقال الإمام ابن القيم رحمة الله أكثر الناس لا يعرفون قدر التوبة، ولا حقيقتها فضلا عن القيام بها، علما وعملا وحالا، مع أن التوبة هى حقيقة دين الإسلام، والدين كله داخل فى مسمى التوبة، ومن أجل ذلك إستحق التائب أن يكون حبيب الرحمن عز وجل فأصل التوبة فى اللغة هو الرجوع فيقال تاب وآب وثاب بمعنى رجع، فالتائب إلى الله هو الراجع عن كل ما يكرهه الله ظاهرا وباطنا، إلى كل ما يحبه الله ظاهرا وباطنا، ولقد تظاهرت وتضافرت أدلة القرآن والسنة، وإجماع الأمة على وجوب التوبة فى كل لحظة وحين، لأن المسلم لا يخلو من معصية ظاهرة أو باطنة، ومن أجل ذلك وجب عليه أن يجدد التوبة والأوبة إلى الله بعدد أانفاس حياته حتى يلقى الله عز وجل وهو على توبة.


فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإنى أتوب إليه فى اليوم مائة مرة " هذا نبينا وحبيبنا الذى غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، يتوب إلى الله ويستغفر الله فى اليوم مائة مرة، وفى لفظ البخارى " فإنى أستغفر الله وأتوب إليه أكثر من سبعين مرة" فإن كان المصطفى صلى الله عليه وسلم، يتوب إلى رب الأرض والسموات فى اليوم الواحد آلاف المرات، فوالله لا ينفك مسلم عن معصية صغرت أم كبرت، ظاهرة أم باطنة، فنحن نحتاج إلى التوبة بعدد أنفاس حياتنا فى هذه الدنيا، وأبشرك بأن الله تعالى لا يغلق باب التوبة أبدا حتى تبلغ روحك الحلقوم أو حتى تطلع الشمس من مغربها، فتدبر كلام الصادق المصدوق الذى لا ينطق عن الهوى.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

انضم الي عائلة جريدة الراصد24

إشترك ليصلك كل مواضيع جريدة الراصد24


إلى أعضاء

إنضم

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد24

2020