كتب / حــــــــــازم محمد
في خطوة تعكس التزام جامعة الدول العربية بتعزيز التعليم ومحاربة الأمية في المنطقة، أعلن الدكتور فراج العجمي، مدير إدارة التربية والبحث العلمي بالجامعة، عن التحضير لعقد عربي جديد لمحو الأمية وتعليم الكبار. جاء هذا الإعلان خلال احتفال الأمانة العامة باليوم العربي لمحو الأمية، حيث تم تسليط الضوء على التحديات المعاصرة التي تواجه التعليم في ظل التقدم التكنولوجي المتسارع.
ويأتي هذا الإعلان في وقت تواجه فيه العديد من الدول العربية تحديات كبيرة في مجال محو الأمية، ما يستدعي تحديث الاستراتيجيات التعليمية بما يتماشى مع التحولات العالمية، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية.
وأكد الدكتور العجمي أن العقد العربي الثاني لمحو الأمية، الذي سيتم بالتعاون مع الدول العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة "الإلكسو"، يهدف إلى التكيف مع التحديات الحديثة في مجال محو الأمية وتعليم الكبار. وأشار إلى أهمية دور المجتمع المدني كشريك أساسي في تنفيذ الخطط المستقبلية لمكافحة الأمية.
من جانبه، شدد الدكتور عيد عبد الواحد، رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار ومحو الأمية، على ضرورة دمج التوعية الرقمية ضمن برامج تعليم الكبار، مشيرًا إلى أن محو الأمية لم يعد مقتصرًا على القراءة والكتابة فقط، بل يجب أن يتوسع ليشمل المهارات المتعلقة باستخدام الوسائط الإلكترونية.
كما تناولت السفيرة مشيرة خطاب، رئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان، العلاقة الوثيقة بين الأمية والفقر، مشيرة إلى أن الأمية ليست مجرد عائق تعليمي، بل تهدد التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة. وأكدت على أهمية التنسيق بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني للقضاء على هذه الظاهرة، معتبرة أن وجود خارطة طريق شاملة لحل المشكلة يعد أمرًا ضروريًا.
وأثنت جليلة العبادي، مدير إدارة التربية بالمنظمة العربية "الإلكسو"، على الجهود المصرية في مجال محو الأمية، مشيرة إلى أن هذه القضية تعد استثمارًا مستقبليًا للأمة. وأضافت أنه يجب تضافر الجهود العربية وتوفير الموارد اللازمة لتنفيذ البرامج والمشاريع ذات الصلة.
وفي السياق ذاته، نوه الدكتور طلعت عبد القوي، رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية، بأهمية دور المجتمع المدني في محاربة الأمية، بينما أكدت الدكتورة سحر السنباطي، رئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة، على ضرورة تحديث المناهج التعليمية لفصول محو الأمية بما يتماشى مع العصر الرقمي.
تشير التقديرات إلى أن نسبة الأمية في العالم العربي تتراوح بين 25% و30%، مع ارتفاع ملحوظ في النسبة بين النساء والأفراد في المناطق الريفية. كما يتوقع مرصد "الإلكسو" أن يصل عدد الأميين في العالم العربي إلى 100 مليون شخص بحلول عام 2030.
على الرغم من هذه التحديات، أحرزت العديد من الدول العربية تقدمًا ملحوظًا في محو الأمية بفضل البرامج التعليمية والمبادرات الحكومية والمدنية، ما يعكس العزم المستمر للقضاء على هذه الظاهرة التي تمثل عائقًا كبيرًا أمام التنمية.