علموهم وأدبوهم جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد24 جريدة الراصد24

داخل المقال

جاري التحميل ...

علموهم وأدبوهم جريدة الراصد 24


بقلم / محمـــد الدكـــروري


الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك،


وأشهد أن محمدا عبده رسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد إن من الحقوق في الشريعة الإسلامية للطفل هو حق التعليم، ولقد حث الإسلام على طلب العلم وفرضه على كل مسلم ومسلمة، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم " طلب العلم فريضة على كل مسلم" والخطاب هنا يشمل الذكر والأنثى كما هو مقرر لدى شراح الحديث، وقد أوجب الإسلام على الآباء تعليم أطفالهم، وهذا ما فهمه علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه، من قوله عز وجل " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة" حيث قال "علموهم وأدبوهم" وينقل الشوكاني عن ابن جرير رحمهمـا الله، قوله في هذه الآية الكريمة. 


فعلينا أن نعلم أولادنا الدين والخير وما لا يستغنى عنه من الأدب ويروي الترمذي رحمه الله قول الرسول صلى الله عليه وسلم " لأن يؤدب الرجل ولده خير من أن يتصدق بصاع " وقوله صلى الله عليه وسلم " ما نحل والد ولدا من نحل أفضل من أدب حسن " فمن كل هذه الآثار يتبين حق الطفل في التعلم والتعليم مع ضرورة مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال وإعطاء كل عمر ما يناسبه من جرعة تعليمية تتوافق مع قدراته وتتواءم مع مرحلته العمرية، ولعل من إنفاذ هذا الحق في وقتنا المعاصر إلحاقه في المدارس إذا وصل إلى سن الدراسة المقررة نظاما، ومن إنفاذ هذا الحق وهو المقدم تعليم الطفل الآداب والسلوك، والمهارات الأساسية وما يطيقه من عقائد وعبادات تتناسب ومستوى نضجه العقلي والنفسي والإجتماعي، ويرى الإمام ابن القيم وجوب تأديب الأولاد وتعليمهم.


والعدل بينهم، حيث يقول إن من أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء إليه غاية الإساءة وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسنته، فأضاعوهم صغارا فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارا، وكم من والد حرم ولده خير الدنيا والآخرة وعرضه لهلاك الدنيا والآخرة، وكل هذا عواقب تفريط الآباء في حقـوق الله وإضـاعتهم لها وإعراضهم عما أوجب الله عليهم من العلم النافع والعمل الصالح، ولقد إهتمت معظم وثائق حقوق الإنسان بحق الطفل في نيل حد أدنى من التعليم، وإعتبرت هذا الحق من الحقوق الأساسية للطفل، فالمبدأ السابع من إعلان حقوق الطفل رقم تسعة وثمانون لسنة ألف وتسعمائة وتسعة وخمسون ميلادي، ينص على تمتع الطفل بالحق في التعليم. 


ويكون التعليم مجانيا وإلزاميا على الأقل في مراحله الأولى، على نحو يرفع ثقافته وينمي قدراته وحسن تقديره للأمور وشعوره بالمسئولية لكي يصبح عضوا مفيدا في المجتمع، وتعتبر مصلحة الطفل العليا هي المبدأ الذي يسترشد به المسئولون عن تعليمه وتوجيهه وفي طليعتهم والده وتعالج المادة الثالثة عشر من العهد الدولي للحقوق الإقتصادية والإجتماعية والثقافية لسنة ألف وتسعمائة وستة وستون ميلادي، حق كل طفل في الحصول على حد أدنى من التعليم، كما تنص على جعل التعليم الابتدائي إلزاميا وإتاحته مجانا للجميع، وكما يربي فقهاء التربية الإسلامية الأمه أنه هناك حق الطفل في العدل والمساواة في المعاملة، حيث يعتبر الإسلام المساواة في معاملة الأطفال ذكورا وإناثا من الأمور المهمة التي تبني عليها الأسرة أسلوب تنشئة أبنائها.


فقد روى الإمام الطبراني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "اعدلوا بين أبنائكم" وهذا ينفي عن الأسرة تفضيل الذكور عن الإناث أو تفضيل الابن الأكبر عن سائر أخوته، أو تفضيل ابن على آخر بسبب تعدد الزوجات أو لأي سبب آخر، حيث قال تعالى " اعدلوا هو أقرب للتقوى " فالإسلام لم يفرق في المعاملة الرحيمة والعطف الأبوي بين رجل وامرأة وذكر وأنثى وإذا وجد في المجتمع الإسلامي آباء ينظرون إلى الولد نظرة تمييز عن البنت فالسبب يعود إلى البيئة الفاسدة، التي رضعوا منها أعرافا ما أنزل الله بها من سلطان تتصل بالجاهلية، وهذا يعود أيضا إلى ضعف الإيمان لكونهم لم يرضوا بما قسمه الله لهم من البنات.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

انضم الي عائلة جريدة الراصد24

إشترك ليصلك كل مواضيع جريدة الراصد24


إلى أعضاء

إنضم

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد24

2020