إن المنحة في طيات المحنة جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد24 جريدة الراصد24

داخل المقال

جاري التحميل ...

إن المنحة في طيات المحنة جريدة الراصد 24



بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الثلاثاء الموافق 14 يناير 2025

الحمد لله رب العالمين المستوجب لصفات المدح والكمال والمستحق للحمد على كل حال، لا يحصي أحد ثناء عليه بل هو سبحانه كما أثنى على نفسه بأكمل الثناء وأحسن المقال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، هدى به الناس من الضلال، ووضع عنهم الآصار والأغلال، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد إن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يؤمن بأن الله تعالي هو قاهر غالب، قدير رحيم، يحيي ويميت، يغني ويفقر، يعطي ويمنع، يعز ويذل، يجيب المضطر إذا دعاه، ويكشف السوء، يمنح الجزيل ويغفر الذنوب، يقبل التوبة عن عبادة ويعفوا عن السيئات، إله هو أرحم بعباده من الوالدة بولدها، وأبر بخلقه من أنفسهم. 


وهذا ما أراد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، أن يورثه في أمته، إن الله جاعل لما ترى فرجا ومخرجا، فما الذي حدث لرسول الله صلي الله عليه وسلم عند عودتة من الطائف مهموما حزينا ؟ فقد جاء عداس نصرانيا يحمل قطفا من العنب، وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم يأكل فقال بسم الله الرحمن الرحيم، يورث آداب الإسلام، لم ينس ربه، ولم يفقد مهمته رغم الأذى والبلاء فتعجب عداس وقال هذا الكلام لا يقوله أهل هذه البلدة، قال النبي صلى الله عليه وسلم، من أي البلاد أنت قال من نينوى وهى بلد في العراق فقال النبي صلى الله عليه وسلم، بلد أخي يونس ابن متى، فانكب عداس يقبل رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويده وتحول الصد والإعراض هناك إلى عناق وقبلات هنا، وأسلم الرجل في هذا الموقف، وقد دخل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، مكة في جوار المطعم بن عدي.


حيث أعلن الأخير في قومه إني قد أجرت محمدا، فألبسوا أسلحتكم، وكونوا في أركان البيت، ثم خرج إلى مكة وقال يا معشر قريش إني أجرت محمدا فلا يهجه أحد، وخرجت كتيبة بأسلحتها تستقبل النبي صلى الله عليه وسلم  وتحيط به، حتى وصل إلى الكعبة وصلى فيها، ثم استقبل وفود الحجيج صلى الله عليه وسلم، يعرض عليهم الإسلام، حتى دخلوا في دين الله أفوجا، ليثبت للدنيا بأسرها أن الأمل لا بد منه لدعم الرسالات، وإقامة النهضات، ونجاح البطولات وإذا فقد المصلح أمله فقد دخل المعركة بلا سلاح يقاتل به، بل بلا يد تمسك بالسلاح، فأنى يرتجى له انتصار؟ أو يأتي إليه فلاح، أما إذا استصحب الأمل فإن الصعب سيهون، والضر سينكشف، والبعيد سيدنو فالأيام تقرب البعيد والزمن جزء من العلاج، وليعلم الدنيا كلها أن المنحة في طيات المحنة.


وأن الخير يكمن في الشر، وأن مع الكرب فرج ومع العسر يسر، فإذا كانت الأرض قد ضاقت به ذرعا، فإن السماء فتحت له أبوابها فتنقل بينها سماء بعد سماء، وإذا كان أهل الأرض تنكروا له فإن أهل السماء رحبوا به والتفوا حوله، فكان قائدهم وإمامهم، واستمعت الجن له، وبلغت عنه، ومانت هدية الأمة المحمدية فرضية الصلاة في السماء خمس في العمل وخمسون في الأجر فكانت صلة الأرض بالسماء، والمخلوق بالخالق، والدنيا بالآخرة، حتى أن محطات الرحلة كانت مراتع الصلاة في أعظم بيوت الله عز وجل.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

انضم الي عائلة جريدة الراصد24

إشترك ليصلك كل مواضيع جريدة الراصد24


إلى أعضاء

إنضم

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد24

2020