التعامل الراقي يحسم هم الدين جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد24 جريدة الراصد24

داخل المقال

جاري التحميل ...

التعامل الراقي يحسم هم الدين جريدة الراصد 24

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري


اليوم : السبت الموافق 4 يناير 2025

الحمد لله الذي يمن على من يشاء بالأولاد ويجعلهم فتنة يتبين بها الشاكر الذي يقوم بحقهم ويصونهم عن الفساد والمهمل الذي يضيعهم ويتهاون بمسئوليتهم، فيكونون عليه نقمة وحسرة في الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، أما بعد إن من الأمور التي تساعد في إسقاط الديون هو توسيط الوجهاء للشفاعة في إسقاط الدين أو بعضه كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، فإذا حلّ الدين فإن الإسلام قد حض على حسن الوفاء وذلك بأدائه في موعده المحدد، والزيادة عليه كرما من المدين دون طلب من الدائن أو شرط، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه بعيرا، فقال النبي أعطوه، فقالوا ما نجد إلا سناً أفضل من سنه، فقال الرجل أوفيتني أوفاك الله، فقال رسول الله " أعطوه فإن من خيار الناس أحسنهم قضاء " رواه البخاري ومسلم بنحوه. 


بهذا التعامل الراقي يحسم هم الدين وينقلب محمدة للإنسان، ولئن كان النصح مزجى للمدين، فللدائن حظ منه وهذه رسالة إليه، فيا أخي الدائن إني موصيك بأربع فاحفظها وعيها، تغنم وتسلم، فالأولى إياك أن يحملك حب المال على إستغلال ظروف الناس وحاجتهم فتزيد في الأسعار زيادة لا تقبل فتنزع البركة من بيعتك، والثانية إعلم بأن الدّين إرفاق فإياك أن تلوثه بالحرام كالربا والتحايل عليه، والثالثة هو أن لا تفوّت فضيلة إنظار المدين وإسقاط الدين كله أو بعضه عنه، فقد تجاوز الله عن مذنب كان يتجاوز عن المعسرين كما ثبت ذلك في صحيح البخاري، والرابعة هو إياك والفجر في الخصومة بأن تعتدي في خصومتك لمدينك فتشتكيه وأنت تعلم عسرته أو تدعو على ولده أو زوجه أو قريب أو تتلفظ عليهم أمام الناس، وتذكر أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم دعا بالرحمة.


لمن كان سمحا في قضائه كما ثبت ذلك في صحيح البخاري، وإن الإسلام هو الدين الحق الذي يطلبه الله تعالي من عباده ولا يقبل منهم سواه، إذ ما عداه من الدين باطل وضلال كما قال الله تعالى " إن الدين عند الله الإسلام" وكما قال عز وجل " ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين" وهذا من حقائق الدين الواضحة الجلية التي يؤمن بها كل من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، بل إن هذه الحقيقة اكتسبت أنصارا لها ومؤيدين من رجالات العلم والمعرفة والتعقل من أصحاب الديانات المخالفة للإسلام ممن أطلقوا عقولهم من عقال التقليد والتعصب فجذبتهم إليها عندما رأوا أن معارفهم وعلوهم التي أفنوا شطرا كبيرا من حياتهم للوصول إليها رأوها توافق ما يقرره هذا الدين من حقائق وقواعد. 


لذلك أقبل الكثير منهم على الدخول تحت لواء هذا ورغم هذه المكاسب والإختراقات التي يحققها الإسلام على صعيد النخبة العقلية والعلمية، فإن المسلمين يواجههم اليوم تحد كبير ليس تحديا من قبل أعداء الإسلام عن طريق إثارة الشكوك والشبهات، ذلك أن الشبه لا تملك القدرة على الصمود في مواجهة براهين الحق والحقيقة التي ينفرد الإسلام بإمتلاك ناصيتها، وإنما يكمن التحدي في الإقرار بأن الإسلام هو دين الحق ثم محاولة تفريغه بعد ذلك من مضمونه الحقيقي في أذهان العامة التي لا تستطيع في كثير من الأحيان التمييز بين القشر واللباب، فيتحول الإسلام في وجدانهم إلى مظهر أجوف لا ثمرة له عند البحث عن المضمون، إن خطورة هذا التحدي لا تستمد من قوة الطرح ولا من صدقيته، وإنما تأتي الخطورة من كونه يطرح باسم الفهم الصحيح للإسلام، في ظل عصر التقنيات والإتصالات، ويقدمه مسلمون يظهرون في زي وسمت إسلامي.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

انضم الي عائلة جريدة الراصد24

إشترك ليصلك كل مواضيع جريدة الراصد24


إلى أعضاء

إنضم

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد24

2020