متابعةــ عمروصلاح
ألقى موظف شاب فى دار الأوبرا المصرية بنفسه فى النيل منتحرًا بعدما ترك من خلفه رسالة وجهها إلى أحد زملائه فى العمل وهو الأمر الذى تسبب له فى ضغوط نفسية شديدة وأزمات إدارية ومالية، جعلته يتخذ قراره بإنهاء حياته.
وجاء فى نص رسالة الموظف: رسالة من مظلوم إلى ظالمه: سترانى فى عقوق أبنائك.. سترانى فى غدر من حولك.. سترانى فى هجر أصحابك.. سترانى فى دعائك الذى لا يستجاب.. سترانى فى أحلامك المحطمة والتى لا تتحقق.. سترانى فى مرضك وضعفك وفشلك.. والله العظيم أسألك بأنك سترانى.
وذيل الموظف رسالته موقعا: المرحوم هانى عبدالقادر قبل أن يتجه إلى النيل ليلقى بنفسه فيه لتنعيه زميلته المطربة فى دار الأوبرا إيناس عز الدين التى فجرت مفاجأة بأن أحد زملائه فى العمل توفى فور علمه بانتحار زميله الذي وصفته بأنه خلوق ومحترم.وبررت المطربة المصرية فى منشور لها عبر موقع فيسبوك انتحار زميلها بأنه تعرض لظلم كبير محذرة فى الوقت نفسه من الظلم الذى يتعرض له الموظفين فى العمل بسبب ما وصفته بـبيئات العمل السامة.
تعذيب واضطهاد في بيئة العمل؟
ويقول أستاذ الطب النفسى واستشارى إدارة الضغوط النفسية الدكتور عبدالعظيم الخضراوى إن الضغوط النفسية فى العمل من أشد أنواع الضغوط على الإنسان خاصة من لديه إحساس المسؤولية ناحية الأسرة والأفراد التابعين له.
وأوضح أنه فى أحيان أخرى قد تكون ضلالات الاضطهاد التى يشعر بها الشخص دائما هى التى تدفعه للتصرف والشعور بأن الآخرين يضطهدونه ويعاملونه معاملة سيئة لافتًا إلى أن ممارسة الضغوط لا تعنى أن يكون ممارسها مصاب بأمراض نفسية.
لكن وفق أستاذ الطب النفسى بعض الشخصيات لديها طباع -سواء بقصد أو دون قصد- تؤدى لنشر الضغوط فى المحيط المتواجدة فيه كما أن بعض الشخصيات الممارسة للضغوط تكون بسبب زيادة مستويات الضغط النفسى لديها تصب هذا الضغط على من تحتهم من العاملين أو من أفراد الأسرة.
وتابع: البعض الآخر يمارس الضغط عامدًا لتعذيب الآخرين وجعل حياتهم أصعب كنوع من الانتقام والإيذاء للمحيطين به وترجع هذه السلوكيات لطريقة تنشئة الفرد بينما البعض الآخر لديه شخصية وسواسية أو ساعية للكمال فى كل الأمور، فطوال الوقت يضع المحيطين به فى فخ الكمال من وجهة نظره.ووجه الدكتور عبدالعظيم الخضراوى رسالة، بأن الانتحار فى غالب الأحيان لا يكون وليد اللحظة أو حالة طارئة لكن هناك بعض المقدمات والأعراض المرضية وبعض الملاحظات فيجب على من يلاحظ شكوى الرغبة فى الموت من أحد المحيطين به أو لديه أفكار انتحارية أو عدم رغبة فى إكمال الحياة أن يبحث عن المساعدة النفسية.
من جانبها أصدرت دار الأوبرا المصرية بيانًا نعت فيه هانى عبد القادر الموظف في الإدارة العامة للمراسم والبروتوكول أكدت خلاله اتخاذ إجراءات صرف المستحقات المالية لأسرته ودراسة دعمهم ورعايتهم، بما يليق بجهوده طوال مدة خدمته.وأوضحت زايد، فى بيانها أن الأوبرا المصرية حققت لنفسها مكانة مميزة على الساحة الإبداعية بفضل إخلاص وتفانى أبناءها العاملين بمختلف إداراتها لذلك فإن ما يتم تداوله حاليًا على مواقع التواصل الاجتماعى حول ملابسات رحيله قيد التحقيق.
بدوره أمر وزير الثقافة المصرى أحمد فؤاد هنو، بتشكيل لجنة بهدف فتح تحقيق عاجل فى وفاة الموظف بعدما ترك رسالته التى وجهها إلى أحد زملائه فى العمل