غابة ، أصبحت قريتي
الصغيرة
خرجت الأفاعي من أوكارها
وإنتشرت الضِباع فيي بيادرها
وعشعشت الغِربان
في أعشاش حمائمها
في قريتي:
كُل شيء ٍ بات غريباً
أحجارها ....
أشجارها.....
حتى القبور تغيرت
فلم تعد لها دليل
والكل يبكي على قبر غيره
ومقام السيد
تحول الى مأوىٰ للبوم
نعيقه ُ يُنبأ بالشؤم
ينابيعها جفت
ونهرها شَرِبت الأرض مائه ُ
بات كثوب ِ أفعى خلعته ُ
في وسط ِ الصحراء
في قريتي :
قُتِل الخير في النفوس
والضمير أصبح سِلعة للبيع
وجميلاتها تنقصهُم الذقون
وشبابها أطالوا جدائلهُم
وتزينوا بالحليَّ والذهب
يشتهون نفخ البطون
في قريتي :
الغريب بات سيدا ً
وأهل القرية له يتملقون
ويصفقون
وبإسمه يهتِفون
و له يسجدون
في قريتي :
عندما كان يهلل المطر
على تلها الصغير
تنحدر جداولها لتجتمع في النهر
واليوم كل جدول يسلك منحاه ُ
فتتيه مائها في شقوق الأرض
في قريتي :
كان راع ٍ يرعىّ أغنام القرية
فترجع ُ شبعىٰ
واليوم كثُر الرُعاة
وازدادت القطعان
والأغنام تموت جوعا ً
وفطائمها ضاعت في الوديان
وأصبحت فريسة سهلة للذئاب
في قريتي :
كثرت المساجد
وقل المصلون
و آذان المُكبِرات تلتهِمها الرياح
بِجنون
في قريتي :
رجع العِسُّ الى أزقتِها
يدخلون البيوت دون إذن ٍ
وبِلا حياء
يُرحِّلون شبابهم الى الجهاد الأعظم ( سفربرلك )
ليُقتلوا هناك في الأفق البعيد
أضحية لِطمع الوالي
في قريتي :
حُفِرت الخنادق
وكثُرت البيادق
ونُصِبت أعواد المشانق
وبُتِرت الحقائق
وإنتشر الزور
ورُشيَّ الناطور
وأزيلت عن حدائقها السور
وأُقتِلعت الورود
والزهور
وهجرتها الطيور
فتحولت قريتي الجميلة
الى أرض ٍبور
بقلم : Behcet Osman // بهجت عثمان //