كتبت نجوى نصر الدين
منذ القدم، كان البشر يدركون أهمية التربية كخطوة أساسية لبناء الأفراد والمجتمعات.
و في واقع الأمر، تشكل التربية الأساس الذي يُبنى عليه التعليم، فهي تؤثر في جميع جوانب حياة الإنسان، من قيمه ومبادئه إلى سلوكه وأدائه العقلي.
لكن هناك تساؤل يطرح نفسه: ما هي أهمية التربية قبل التعليم؟ وهل يمكننا فعلاً التعليم دون تربية؟
في البداية، يُمكن القول إن التربية تهدف إلى تشكيل شخصية الإنسان قبل أن يبدأ في استيعاب المعلومات والمعارف بشكل أكاديمي. فالتربية تشمل غرس القيم الأخلاقية، وتعليم الطفل كيف يكون مسؤولًا، وكيف يعامل الآخرين.
وبالنسبة للأطفال، يتعلمون من خلال التربية كيفية التواصل مع المجتمع، وحل المشاكل، واتخاذ القرارات السليمة، مما يجعلهم مستعدين للتعلم الأكاديمي في وقت لاحق.
إذا كانت التربية تسبق التعليم، فإن التعليم يصبح أكثر فعالية. على سبيل المثال:
إذا تربى الطفل على الانضباط الذاتي واحترام الآخرين، فإنه سيكون أكثر قدرة على الاستفادة من التعليم وتطوير مهاراته. كما أن القيم التي يتعلمها في بيته أو مدرسته الابتدائية تشكل مرشده في الحياة، وهي تمثل الأساس الذي سيُبنى عليه تعليمه المعرفي.
علاوة على ذلك، تعتبر التربية عاملًا حاسمًا في تحفيز الأفراد على اكتساب المعرفة. عندما يتعلم الإنسان كيفية التعلم ويكتسب مهارات التفكير النقدي، يكون أكثر قدرة على اكتساب المعرفة وتنميتها بشكل مستدام.
و بدون التربية، قد يكون التعليم مجرد عملية حشو معلومات بدون أن يكون له تأثير حقيقي على حياة الفرد.
ختامًا، يُمكن القول إن التربية تسبق التعليم لأنها تخلق البيئة المناسبة لتنمية العقل والشخصية. التربية الجيدة تساهم في بناء أفراد قادرين على التفكير المستقل، واتخاذ قرارات عقلانية، والعمل بمسؤولية.
وبالتالي يظل التعليم أكثر تأثيرًا وفعالية عندما يكون مدعومًا بتربية سليمة تعزز من المهارات الاجتماعية والنفسية
تحياتي
نجوى نصر الدين