الرئيس المقامر وفخ المكتب البيضاوي ...جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد24 جريدة الراصد24

داخل المقال

جاري التحميل ...

الرئيس المقامر وفخ المكتب البيضاوي ...جريدة الراصد 24



كتب : وائل عباس 


أقتربت الرواية على النهاية وآن الأوان ليسدل الستار عن العرض المسرحى للحرب الروسية الأوكرانية ؛ وكان لابد من فصل أخير لينهى ذلك العرض الطويل بعد أن أدى أهدافه :


فقد تم أرهاب قادة الدول الآوروبية وأبتزاز أقتصادهم  ؛ وتم أختبار مدى قوة الآلة العسكرية الروسية وأنهاكها إلى حد ما ؛ وكشف الستار عن التحركات العسكرية الروسية المحتملة في حالة قيام حرب عالمية وبعض الأسلحة التى أعدت خلف المخازن المؤصدة ؛ كما تم فرض عقوبات أقتصادية على الأقتصاد الروسى وتم تجميد أرصدتهم ؛ تمت رؤية صوره واضحه من المشهد العالمى سواء الأعداء أو الأصدقاء وأشكال التحالفات العالمية وكيفية الرد فى حالة نشوب الحرب العالمية الثالثة ؛ كما تم تدمير اوكرانيا بعد وضعها فى موضع بالون الأختبار ؛ وهو ما تم سلفا مع العراق عند تحفيزه لغزو الكويت ثم التبرأ منه ؛ مما يؤكد ويعزز القول ( عريان هو من أستغطى بالولايات المتحدة الأمريكية )


وكان الفصل الأخير مضحكا إلى حد البكاء ؛ فقد خالف جميع الأعراف والتقاليد الديبلوماسية وقواعد الأتيكيت الدولية ؛ فقد تم نصب فخ محكم للرئيس الأوكراني داخل البيت الأبيض ظهرت بوادره منذ لحظة الأستقبال الأولى حتى دخول " زيلينيسكى" إلى رواق المكتب البيضاوي .


أن ما رأيناه أخيراً في لقاء الرئيس الأمريكي " دونالد ‫ترامب‬ " والرئيس الأوكراني " فولوديمير ‫زيلينسكي‬ " يتنافى مع كل ما عهدناه من التقدير لرؤساء الدول  والتعامل الندي بين القادة.


ورغم ذلك، أظهر " زيلينسكي " صلابة واعتزازاً بنفسه وبشعبه لم يساير ولم ينكسر ، بل واجه الموقف بكل قوة واحترم سيادة بلاده وكرامة شعبه . 

فكل رئيس لا يمثل شخصه فقط ، بل يحمل مسؤولية شعبه بأكمله، ويمثل كيانه السياسي وسيادة بلاده . وحين يُعامل زعيم دولة كأنه مجرد تابع ، فهذه إهانة لا تخصه وحده بل تطال كرامة أمته ومكانتها .


أن ما حدث منذ ايام قليلة لهو دليلٌ واضح على أن أوروبا ستدرك أخيراً أنها لا تستطيع الإعتماد إلا على نفسها ، وأن عليها بناء استقلالها الأستراتيجي بعيداً عن الهيمنة الأمريكية؟ أن العالم يتغير والتبعية لم تعد خياراً .


أما بالنسبة لنا في الدول العربية فالعبرة واضحة : 

لا أحد سيحمي مصالحنا إن لم نحميها بأنفسنا، ولا مستقبل لمن يعتمد على الآخرين أن السيادة تبدأ بالاستقلالية ، والكرامة تبدأ بالاعتماد على النفس .


أن من يقرأ التاريخ جيدا يجد أن الولايات المتحدة الأمريكية قد أزالت الأتحاد السوڤيتى بمساعدة عميل لها هو الرئيس الروسي السابق " ميخائيل جورباتشوڤ " ثم دعمت نقل السلطة من بعده إلى رئيس سكير هو " بوريس يلتسين " ؛ وهنا جاء رد الدولة الروسية العميقة من خلال تصعيد رجل مخابرات محب لبلاده أستطاع أن يعيد أمجاد روسيا العظمى ؛ وقد رد لهم الكيل بنفس المقدار وأستنتج لهم

 " جورباتشوف " الولايات المتحدة الأمريكية وهو " دونالد ترامب " الذى جاء ليهدم ويغير ويصول ويجول ؛ ليفرق بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها مما قد ينتج عنه قريبا تفكك الولايات المتحدة الأمريكية ومطالبة كل ولاية بأستقلال ذاتى .

ريمونتادا بين القوى العظمى ومباراة تجرى أحداثها على أراضى الغير ؛ فتارة على الأراضي الأوكرانية وتارة على الأراضي الفلسطينية .

أن " ترامبو المنتقم " لا يعرف الولاء إلا لنفسه وما يحققه من مكاسب مادية شخصية ؛ عقلية مطور عقارات لا يعرف إلا لغة الصفقات ؛ يصفى ويستبعد خصومه بحجة الفساد ؛ يصنع عداوات مع الحلفاء من خلال بلطجة ممنهجة أمام الكاميرات والأعلام المصطنع ؛ يحاول تغيير الدستور الأمريكي ليتمكن من فترة ولاية ثالثة ... !!!

أنه الصعود إلى الهاوية من خلال أفعال لا تليق بدولة عظمى كالولايات المتحدة الأمريكية .


تلك مصيدة التسلل التى أعدت للرئيس الأوكراني " زيلينيسكى " ومن قبله العاهل الأردني الملك " عبدالله الثاني " قد أعدت للرئيس المصري " عبدالفتاح السيسي " والذى قرأ الأحداث سلفا من خلال عقليته المخابراتية والتى حالت بين وقوعه فى ذلك الفخ .

من هنا نستنتج أن الولايات المتحدة الأمريكية تسير عكس الأتجاه وتتخذ خطى متسارعة نحو السقوط والتهاوى السريع  والتصادم مع قوى اقليمية ؛  قد تسبب ضررا مباشرا على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية ؛ يصب في مصلحة التنين الصينى الذى يترقب احداث سقوط الولايات المتحدة الأمريكية عن كثب  .

التعليقات

كل ما ينشر علي موقع الجريدة يقع علي مسؤولية كاتب المنشور وليس علي الجريدة اية مسؤولية في ذلك


جريدة الراصد24

إتصل بنا

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

انضم الي عائلة جريدة الراصد24

إشترك ليصلك كل مواضيع جريدة الراصد24


إلى أعضاء

إنضم

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد24

2020