بقلمي جمال القاضي
مقارانات بين الماضي والحاضر ولماذا فسدت المجتمعات ؟
ساعات بنسأل نفسنا لما بنتعامل مع غيرنا ونفاجئ برد فعل غير ماكنا نتوقعه تماما ونقول مابينا وبين نفسنا ونسألها في حوار صامت كتير من الأسئلة زي، هي ليه الناس اصبحت كده ؟ هي ليه الناس اتغيرت بالشكل السئ ده ؟ هو انا ال غلط وهم صح ولا انا ال صح وهم ال غلط مش عارف ؟ هي الناس اتغيرت وانا ال لسه متغيرتش ولا ايه ؟ هي الناس ليه كده اصبحت غير مفهومه ولا انا ال مش بفهمهم ؟
هقولك جانب من الحقيقه
مع غلاء الاسعار وتدني الظروف المعيشية والحرمان من كل شيء حلو، سواء كان الشيء ده معنوي او مادي فعلا الناس اتغيرت .
طيب اتغيرت ازاي يعني،
نشوف كده ازاي
الاول اي انسان بيعيش ومعاه جانبين متضادين تماما، جانب من الخير وجانب تاني من الشر، الجانب الخير كان زمان موجود وظاهر وواضح تماما وكان بيتغلب على الجانب الشرير والسيء جوانا ويمكن كان بيكبح ظهوره ويمنعه بقدر الامكان وفي معظم الاحيان .
طيب ليه كده وليه زمان بالذات ؟ وايه الفرق مابين زمان ودلوقت ؟
زمان كان فيه روح طيبه، كان فيه شبع نفسي وقناعه داخليه ورضا، كانت الأمنيات والأحلام محدودة، امنيات الشاب او البنت هو او هي تتزوج وتكون اسرة بسيطه المهم مع بعض موجودين وتعيش حياتها وبابسط التجهيزات غير المرهقة، حتى الاطفال جوه الاسرة وقتها احلامهم بسيطه جدا مش شقه ولا كلام من ده، وغير كده الامكانيات يدوب على قدر الاحلام فكان الاحساس الداخلي احساس طيب من القناعه ومن الرضا على كل شيء فكان الجانب الظاهر للغير هو الجانب الحسن في شخصية الانسان
ودلوقت،
دلوقت اتغيرت النظرة واتغيرت معاها الشخصيات واصبح الجانب السيء هو الجانب المستعمر جوه الشخصية
ازاي ده
فيه ناس كتير اتمردت على حالها وقت تواجدها مع اهلها في عصر كانت مابين الماضي والحاضر، جيل بيجمع مابين مبادئ ماضي اصيل بكل مافيه من عادات طيبه وحاضر بدأ يتغير وبشكل مختلف تماما، صار الجيل الموجود وقتها في حيرة مابين الاستمرار او التخلي وخصوصا بعد الانفتاح السريع لكل شيء، من تكنولوجيا ووسائل تواصل وتعليم وغيره وغيره،
طيب ايه ال حصل
ال حصل ان عيون الشباب بدأت تنفتح، بدأ ترفع حواجب النظر لأعلى وتشوف لبعيد وتقارن مابين ثقافات لغيرها من المجتمعات، بدأت تتخلى بالتدريج عن مورثها التقليدي في نظرهت وراح منها يقلد ثقافة التحضر ال في نظرها لثقافة الدول الاجنبية حتى لو كانت غير مشروعه ومنافية للاخلاق والدين، وكان التقليد بكل صوره تقليد اعمى، بعدها بدأت احلامها تتخطى الواقع والامكانيات مع الزواج، راحت تتخطى حاجز حلم زمان من حجرة يعيش فيها مع زوجته لشقة واسعه، بدأت تتجاوز اكتر لحلم تاني في مكان مميز،
كل ده كان محتاج منها مال وفلوس كتير، ومع اساليب زائفة من فنون التعامل والزيف في المشاعر تحت اسم ان ده حب على الطرف التاني جعله في حالة قتال من اجل الحصول على المال، والحصول عليه حصول سريع، جعل كل واحد يفكر انه يحصل عليه باي شكل كان، حلال حرام، مخدرات نصب، مش هتفرق، وفي البدايه كان هناك نوع من تأنيب الضمير على حرام بدأ يدخل عليه ولأنه لسه عنده بعض او بقايا من المبادئ الموروثة من الجيل ال لسه عايش معاه من اب وام من زمن قديم اصبح حيران يتخلى عن ماضيه ويفضل كده على تخلفه، او انه يتنازل عنه وتتغير شخصيته ؟ لكن في النهاية بريق الاحلام خطف عينيه وسحر الرؤية ليصبح الحرام هو الطريق الافض لتحقيق احلامه،
فراحت مبادئه تتغير، اصبح البخل بدلا من كرمه الطي كان، اصبح هروبه من مواقف تتطلب الرجال للتصدى افضل من بقاء قد يضر جسده اذا تعرض لمن يضايق انثى تمر من امامه، اصبح السؤال عن ذويه من الاهل والاقارب يكتفى بمجرد رنات من هاتفه بدلا من الذهاب اليهم والتزاور والتصافح بالأيدي، صار الطمع سمة ظاهرة فيما هو من حق غيره من ميراث واكله والقطيعة بدلا من الوصال واعطاء الحقوق لمن يستحق، صار التخفي من الغير والانكار بدلا من السير لقضاء حوائج الغير، صار المال العام مستباحا طالما اختفى من يحاسب بدلا من اصلاح مافسد منه، صارت طرق الاتجار الغير مشروعة من مخدرات وتجارة اعضاء وخطف نساء والقتل مقابل المال والنصب وكلها كانت ومازالت طرقا سريعة للوصول للمجد والشهرة بدلا من التعب والعرق من اجل الحصول على لقمة العيش الشريفة، صارت ايضا الأعراض مستباحة للأرملة والمطلقة لعدم وجود من يحميها من المفترسات البشرية بدلا من رعاية كل منهما والانفاق عليهما ابتغاء رضا الله، صار تناول المخدرات هو السبيل لرؤية الدنيا بمنظور اجمل رغم كذب الرؤية فكان العقل في اجازة ليستبدله بشيطان يداعب عقله فلايعرف من تكون الانثى حين تنظر اليها فصارت شقيقته وامه ومحارمه جميعا هن مجرد نساء فكان زنا المحارم، بدلا من المحافظة على كل انثى يراها وتكون بمثابة امه او اخته، صار خطف الاطفال بدلا من ارشاد الضال فيهم لاهله
نعم تطورت الاخلاق وتغيرت النظرة فكان الحرام مستباح وكان الاصيل متخلف وكان ذو خلق على جهل لايستطيع ان يلحق بالتطور، ليموج كل مع كل حتى تنصهر الاخلاق الحميدة وتنتج لنا مزيجا مخزيا لمن يراه عارا على من يتصف به ولاحول ولاقول الا بالله العلي العظيم .