البعض يطرق باب جاره ليسرقه. جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

البعض يطرق باب جاره ليسرقه. جريده الراصد24

 


البعض يطرق باب جاره ليسرقه. جريده الراصد24

بقلم عبير حافظ


تناول هاتفه المحمول يهم بالاتصال بشريكه محمود.. وبداخله يتمنى ألا  يرد ..

بالأمس ردت هي بدلاً منه_ لنسيانه هاتفه _بينما زوجها بالخارج..

لطالما جذبت انتباهه برقة حديثها( وعودها المشدود).. يجدها مميزة مختلفة ، لا تشبه نساء كثيرات بعد فترة من الزواج.. رقيقة ..رايقة .. بدون بذل مجهود .. تمتلك وجها ملائكيا ..حركاتها ،لفتاتها مثيرة بلا تصنع .. بسيطة لكن تأثيرها طاغ . خمرية اللون بها بساطة ونقاء نساء القرية ، بصوتها نبرات غنج تحتل وجدانه ، يشعر عندما يسمعها برغبة في الجلوس بقربها والتحدث معها طويلا ولمسها ولو لمجرد اللمس 


_مساء النور .. أهلا أستاذ مازن ، محمود خرج ونسي تليفونه. أول ما يرجع هقوله انك اتصلت

_أوك تمام


لم يسعه سوى إنهاء المكالمة

لكنها لم تفارقه ، استحوزت على تفكيره طوال طريق العودة

متعجباً.. كيف لدقائق مسروقة من فم الصدفة أن تتركه منتشياً هكذا !


في صبيحة اليوم التالي إلتقى بمحمود ، اصطحبه بسيارته ليذهبا معاً لموقع العمل ... راح يتأمله وهو جالس بالمقعد المجاور..

محدثا نفسه : كيف لهذا( الخرتيت )أن يرتبط بتلك الملاك!

هي كبقية النساء لكنها ليست مثلهن تماماً.. هكذا يراها

محتشمة كهدية يريد فك كنهها والتعرف علي محتواها


اهتز هاتف محمود فالتفت إليه بانتباهه ،لا إراديا ، يرهف السمع وبداخله يصبو لأمنية "علها تكون هى " فقد ارتبطت في ذهنه بالهاتف

ترامى إلى أذنه صوت رقيق لا يخطئة 

_هاتلنا معاك إزازة بيبسي كبيرة وانت راجع

وبصوت خشن غاضب رد عليها

_قفلي دلوقتي أنا مشغول.


"يبدو أنها مستفزة لتتصل في أول اليوم لتطلب شيئًا بهذا السخف.. لكنه أيضا كان حادا وجافا بطريقة مبالغ فيها"


هكذا كانت تتوالى الأفكار على راس مازن يختلق لها الأعذار

هو الذي يقتنع بأنه سلطان زمانه وملكاً ذو حنكة في معاملة النساء.. يراهُن أرهف من المعاملة بالضد أو حتى بالمثل

يجد في أي شكوى من الرجل ضدهن يعد  قصوراً منه ..

 وأن كل تقصير منهن يرجع لضعف قدراته هو وفشله في التحكم بزمام الأمور .ثغرات بسيطة يدلف منها لقلوبهن ..


تَصَنع عدم الإكتراث ، والاهتمام بالطريق...أنهيا اليوم وعادا كل منهما لمنزله

وفي اليوم التالي قرر التقدم خطوة وأن يكون أكثر إيجابية ..هاتف صديقه ، يساله عن أوراق خاصة بإنهاء مشروع الأبراج والتي يشرف  عليها كمهندس...


 كان يعلم جيداً كونها ليست  بحوزته، وأنه لن يستطيع العودة من القاهرة لبلدته اليوم..وأنه سيطلب منه الذهاب بنفسه لإحضاره ..

  

ذهب واثقا في جاذبيته ، متوسماً  في بضع دقائق ينعم فيها بقربها.

صعد السلم برشاقة وخفة بجسم رياضي مرتدياً زياً انيقاً يظهر تفاصيل كتفه العريض وبطنه المسطح

ضغط جرس الباب..  ففتحت ابنتها ذات الخمس سنوات.. ليصله صوتها   

_ مين يارانا؟ 

_دا عمو مازن ياماما


أطلت وعلى وجهها  علامات الارتباك ظاهرة ، بملابس البيت.. عباءة  من قماش (جيل) رغم اتساعها لكنها تلتصق بجسمها المتناسق بطريقة مغرية  فبدت ملفتة مثيرة

_ أهلا ياباش مهندس مازن

_أهلا بيكي يا مدام فرحة، أنا جاي بخصوص ورق مهم للشغل محتاجينه

_ورق؟ ورق ايه

_ورق المشروع الي احنا شغالين فيه

_اها افتكرت مش عارفه هعرف أطلعه ولالا.. أنا مبفهمش أوي في شغلكم


علت ملامحه ابتسامة اعجاب محملة برسائل لا تخفي علي أنثى وهو يبادرها 

_مش مهم خالص الورق


سرق منها  ابتسامة حاولت إخفاءها قدر المستطاع

_لا لا استنى هجيبلك كام ملف طلعه منهم


غابت بالداخل عشر دقائق وعادت تحمل خمس ملفات.. ناولته إياهم.. فسرق لمسة خاطفة من كفها وهو يتناولهم منها . فارتبكت وتوردت وجنتيها ومن ثم تراجعت للخلف، 

استخرج الملف المطلوب.. مادا  يده لها بالبقية.. أخذتهم منه بأصابع مضطربة ،تنظر له في حيرة ،منقادة  لذلك الوميض اللامع بعينيه.. تريد مزيداَ من ذلك الشعور المفعم بالرغبة في جاذبيتها كأنثى حتى وإن لم يعنيها ما توابع ذلك الجنون أو ما بعد تلك اللحظات الخاطفة...  ابتسم لها وهو يغادر بعد ما ترك بصماته علي روحها.. لتتابعه كالمشدوهة.. تتخطى باب الشقة تتابعه أثناء هبوطه درجات السلم حتى يغيب عن نظرها... فتجري علي الشرفة تشاهده وهو يبتعد بالسيارة.. لاتعلم عن ماذا تبحث.. فقد اختلس جزء من شغفها معه قبل أن يغادر.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020