الموقف المصري من الاحتلال الإسرائيلي لممر فلادفيا في ظل الظروف الراهنة. جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

الموقف المصري من الاحتلال الإسرائيلي لممر فلادفيا في ظل الظروف الراهنة. جريده الراصد24

 

الموقف المصري من الاحتلال الإسرائيلي لممر فلادفيا في ظل الظروف الراهنة. جريده الراصد24

كتب : جمال وهب الله
 

في خضم الأحداث الجارية والكثير من النشاط السياسي المكثف لحل الأزمة الفلسطينية الحالية وإنهاء الصراع بمنطقة الشرق الأوسط وبناء علي المحادثات الجارية بين جميع الأطراف لتهدئة الصراع 


مازال الجانب الإسرائيلي  على استمرار احتلال ممر فيلادلفيا والجانب الفلسطيني من معبر رفح، وأقامة أبراج مراقبة علي طول الممر وهذا يعتبر خرق لأتفاقية المعابر  ويدعي أن هذا جزء من إنجازه العسكري داخل غزة، وأنه سيعمل على تدمير الأنفاق التي تربط بين غزة ومصر رغم أن المؤسسات الأمنية الإسرائيلية تعلم أن مصر قضت تماما على 1630 نفق خلال محاربة مصر للإرهاب في السنوات الماضية، بل ووسعت مصر المنطقة الأمنية الحدودية لتتجاوز 5 كيلو متر لضمان عدم عودة هذه الأنفاق. ما يعني أن أي نفق تعلن عنه إسرائيل في رفح الفلسطينية لن يكون له امتداد داخل مصر. وقيام مصر بهذا الأمر لم يكن من أجل عيون إسرائيل، بل كان لحماية الأمن القومي المصري بعد أن تحولت هذه الأنفاق خلال المواجهة مع الإرهاب ممرات التهريب الأسلحة والعناصر الإرهابية.


ف أذا نظرا للماضي نري أن ممر فيلادليفا يقع ضمن أراضي قطاع غزة، ووفقا لتعريفات الجيش الإسرائيلي نفسه بأنه الشريط الحدودي بين قطاع غزة والحدود المصرية، ويمتد بطول 14 كيلو من جنوب شرق رفح عند نقطة كرم أبوسالم، حتى شمال غرب رفح عند البحر المتوسط. يقدر عمق هذا الشريط الحدودي داخل رفح الفلسطينية من 90 إلى 100 متر فقط. 

و مع الانسحاب الإسرائيلي من غزة في سبتمبر 2005، وقعت مصر وإسرائيل بروتوكول فيلادلفيا (صلاح الدين ) عام 2005، وهو جزء من اتفاقية كامب ديفيد ويقضي بإنشاء قوة حرس حدود مصرية تحل محل الشرطة المدنية على حدود مصر مع غزة،  تتولى أعمال التأمين .

ووفقا لنص اتفاق أوسلو الموقع في سبتمبر 1993 الخاص بإعلان المبادئ إعلان حول ترتيبات الحكومة الانتقالية الذاتية بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، ووفقا لاتفاق "غزة – أريحا" الموقع في القاهرة عام 1994، والذي شمل خطوات الانسحاب الإٍسرائيلي من غزة وأريحا وآليات تسليم السلطة للسلطة الفلسطينية، خرج من هذا هذه الاتفاقيات إنشاء ما يسمى مكاتب التنسيق والتعاون المشتركة DOCS ، بشأن أغراض الأمن المتبادل بين الطرفين، وتم عمل خرائط للقطاع تم خلالها تقسيمه لمناطق وتسميتها بأسماء مختلفة لتسهيل عملية التعرف، وتحديد المناطق والتنسيق بالقطاع فيما بينهما نظرا لوجود قوات اسرائيلية ومستوطنات داخل القطاع آنذاك، وكانت ضمن هذه النتائج تحديد "ممر فيلادلفيا" كشريط حدودي بين غزة ومصر، والذي كانت تسيطر عليه قوات إسرائيلية.

وبعد الانسحاب الإسرائيلي من سيناء، ظل قطاع غزة تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية،  ومن مطلع الثمانينيات وتحديدا 1982 حتى منتصف التسعينات "أوسلو" نمت مدينة رفح الفلسطينية بشكل كبير، وكان هناك تداخل عوائلي وقبلي بين سكانها وعوائل وقبائل رفح المصرية، وهو ما دفع إلى وضع سياج بسيط حدودي للفصل بين الحدود المصرية وحدود غزة، وأقيم هذا السياج على طول الحدود، وهو ما عرف بعدها باسم محور صلاح الدين أو محور فيلادلفيا كما تطلق عليه إسرائيل. 

ولقد ظل هذا المحور بما شمله من نقطة عبور لمصر "محطة رفح – معبر رفح"، تحت السيطرة الإسرائيلية حتى سبتمبر 2005، مع الانسحاب الإسرائيلي من غزة، فيما عرف بخطة "فك الارتباط" وبعد قرار فك الارتباط الأحادي الذي اتخذته إسرائيل بخصوص سيطرتها على غزة، انتقلت إدارة المحور إلى الفلسطينيين، وتزامن معه توقيع إسرائيل مع مصر في 1 سبتمبر 2005، بروتوكولا "بروتوكول فيلادلفيا"، لا يلغي أو يعدل اتفاقية السلام،  البروتوكول سمح لمصر بنشر 750 جنديا من حرس الحدود بدلا من القوات الشرطية مع تسليح وعتاد أكبر يمكن هذه القوات من مراقبة عمليات التهريب عبر الحدود وتولى عملية المراقبة الأمنية لممر فيلادليفا داخل غزة.

ولقد ضمت خطة فك الارتباط الإسرائيلي، عسكرياً، في الانسحاب من قطاع غزة (نفذت في 12 سبتمبر 2005)، الاحتفاظ بسيطرة خارجية محكَمة على غزة براً وبحراً وجواً. 

 وفيما يخص الحدود بين غزة ومصر (محور فيلادليفا فيلادلفيا أو صلاح الدين)، كان أريئيل شارون قد ارتأى الاحتفاظ بها مبدئياً تحت السيطرة الإسرائيلية، على الأقل بشكل موقت (كما ورد في رسالته إلى الرئيس بوش في 14  أبريل 2005)؛ ولكنه قرر آخر الأمر إخلاء الطريق، شريطة أن يتم التوصل إلى تفاهم مع مصر على نشر قوات حرس الحدود المصرية على الجانب المصري من الحدود بدلا من قوات شرطية لمنع تهريب الناس والبضائع والأسلحة. وهو ما تم بالفعل بإبرام ما أطلق عليه "بروتوكول فيلادلفيا" الذي وافق عليه الكنيست في 31 أغسطس 2005 وأصبحت ساريا من 1 سبتمبر 2005.  وهو ينص على أن الترتيبات الجديدة على طول الحدود تخضع كلياً لأحكام اتفاقية سنة 1979.) وفي 1سبتمبر، تم التوقيع رسمياً على البروتوكول.

هنا امتنع الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت عن التواجد بمحور فيلادلفيا، عقب الانسحاب من القطاع لعدم إثارة الجانب الفلسطيني ((وليس المصري))، وعلى آثر ذلك تم الاتفاق مع مصر على تعزيز قواتها على الحدود مع غزة، مع الإشارة أن قوات إسرائيلية في أكتوبر 2006، اقتحمت لأول مرة منذ فك الارتباط ممر فيلادلفيا بحثا عن أنفاق ادعوا وقتها أنها تستخدم للتهريب مع مصر.

ولذا يصر الجانب المصري ويعزز موقفه من رفضه أن تبقي إسرائيل في هذا الممر الهام بعد  قيام إسرائيل في 7 مايو 2024 باحتلاله والسيطرة عليه

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020