أيها السبع اطلب رزقك في مكان آخر جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

أيها السبع اطلب رزقك في مكان آخر جريده الراصد24

 

أيها السبع اطلب رزقك في مكان آخر جريده الراصد24

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأربعاء الموافق 11 سبتمبر 2023

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد، لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الصدقة وكان أجود بالخير من الريح المرسلة حينما يلقاه جبريل عليه الصلاة والسلام، فكان يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة ولهذا أعطى رجلا غنما بين جبلين فرجع الرجل إلى قومه وقال يا قومي أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء لا يخشى الفاقة، وعلى هذا سار السلف الصالح رضوان الله عليهم فضربوا أروع الأمثلة في تحقيق حلاوة الإيمان سلوكا ومعايشة وتطبيقا ولعلنا سمعنا قصة عروة بن الزبير رضي الله عنه الذي أصيب ساقه بالسرطان، فقال الأطباء له لا علاج لها إلا قطعها، فماذا يفعل؟ 


إنه أمام القضاء والقضاء، قضاء الله، ولا حيلة إلا الصبر، وأراد الأطباء أن يعطوه شيئا يخدرونه حتى لا يشعر بألم القطع، فقال عروة والله لا أتعاطى شيئا يغيب عقلي عن ذكر الله تبارك وتعالى، ثم قال لهم إذا دخلت في الصلاة وجلست لقراءة التشهد فاقطعوا ساقي فإني عندما أكون بين يدي الله، لا يكون في قلبي إلا الله تبارك وتعالى ودخل عروة الصلاة، وكانت صلاته من نماذج فريدة، وكان عبدالله بن مسعود رضي الله عنه إذا هدأت العيون وأرخى الليل سدوله، سمع له دويّ كدوي النحل وهو قائم يصلي، وهذا عبد الله بن الزبير رضي الله تعالى عنهما وأرضاهما كان إذا قام في الصلاة كأنه عود من شدة الخشوع، وكان يسجد فتنزل العصافير على ظهره لا تحسبه إلا جذع حائط، وعن جعفر بن زيد رحمه الله قال خرجنا غزاة إلى كأبول. 


وفي الجيش صلة بن أيشم العدوي رحمه، قال فترك الناس بعد العتمة أي بعد العشاء ثم اضطجع فالتمس غفلة الناس حتى إذا نام الجيش كله وثب صلة فدخل غيضة وهي الشجر الكثيف الملتف على بعضه فدخلت في أثره فتوضأ ثم قام يصلي فافتتح الصلاة وبينما هو يصلي إذا جاء أسد عظيم فدنا منه وهو يصلي ففزعت من زئير الأسد فصعدت إلى شجرة قريبة، أما صلة فوالله ما التفت إلى الأسد ولا خاف من زئيره ولا بالى به، ثم سجد صلة فإقترب الأسد منه فقلت الآن يفترسه فأخذ الأسد يدور حوله ولم يصبه بأي سوء ثم لما فرغ صلة من صلاته وسلم التفت إلى الأسد وقال أيها السبع اطلب رزقك في مكان آخر، فولى الأسد وله زئير تتصدع منه الجبال فما زال صلة يصلي حتى إذا قرب الفجر، جلس فحمد محامد لم أسمع بمثلها إلا ما شاء الله، ثم قال. 


الله إني أسألك أن تجيرني من النار، أو مثلي يجترئ أن يسألك الجنة ثم رجع رحمه الله إلى فراشه أي ليوهم الجيش أنه ظل طوال الليل نائما فأصبح وكأنه بات على الحشايا وهي الفرش الوثيرة الناعمة والمراد هنا أنه كان في غاية النشاط والحيوية ورجعت إلى فراشي فأصبحت وبي من الكسل والخمول شيء الله به عليم، فاللهم إنا نسألك العزيمة على الرشد، والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر، ونسألك اللهم سترك ورحمتك يا أرحم الراحمين، نفعني الله وإياكم بهدي كتابه الكريم، وهدانا للاستمساك بهدي رسولنا الأمين، وجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، اللهم ارزقنا العلم النافع، والعمل الصالح، اللهم إنا نعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع، ونعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020