التربية عمل شاق وجهد يحتاج إلى وقت جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

التربية عمل شاق وجهد يحتاج إلى وقت جريده الراصد24

 

التربية عمل شاق وجهد يحتاج إلى وقت جريده الراصد24

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأربعاء الموافق 11 سبتمبر 2023

الحمد لله الذي جعل لنا الصوم حصنا لأهل الإيمان والجنة، وأحمد سبحانه وتعالى وأشكره، بأن من على عباده بموسم الخيرات فأعظم المنة ورد عنهم كيد الشيطان وخيب ظنه، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، شهادة تؤدي لرضوانه والجنة، أما بعد اعلموا يرحمكم الله إن التربية عمل شاق وجهد يحتاج إلى وقت، وهي مهمة ليست جديدة وهي عمل فاضل وتبرز أهمية الكلام في هذا الموضوع في الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة ومن بعدهم من السلف الصالح في تربية أتباعهم، وبمعرفة كيفية تربيتهم لأتباعهم يتم التعرف على كيفية تربيتنا لأولادنا، ومن خلال الوضع الحالي للأمة، فالناظر لواقع الأمة يجد وضعا سيئا لم يمر عليها طوال الأزمنة المتقدمة.


لقد أوشكت أن تعدم كثير من المبادئ الإسلامية في بعض البلدان الإسلامية، وبالتربية يمكن معالجة هذا الوضع، وبالتربية يتم إيجاد الحصانة الذاتية لدى الولد، فلا يتأثر بما يقابله من شهوات وشبهات لأنها تقوى مراقبته لله فلا ينتهك حرمات الله إذا خلا بها، ولا يتأثر بالشهوات التي تزينت في هذا العصر تزينا عظيما فأصبحت تأتي للمسلم ولو لم يأتها، ولا بالشبهات التي قد تطرأ على عقله، وكما أن التربية مهمة لتحمل الشدائد والمصائب، والفتن التي قد يواجهها الولد في مستقبل حياته، وكما أن التربية تهيئ الولد للقيام بدوره المنوط به، ودوره لنفع نفسه ونفع مجتمعه وأمته، وتتبين أهمية التربية من خلال وجود الحملة الشرسة، لإفساد المجتمع من قبل أعداء الإسلام، فوجود هذه الحملة لابد أن يقابل بتربية للأولاد. 


حتى يستطيعوا دفعها عن أنفسهم ومجتمعهم، والتربية تحقق الأمن الفكري للولد، فتبعده عن الغلو، وتحميه من الأفكار المضادة للإسلام، كالعلمانية وغيرها، والتربية مهمة لتقصير المؤسسات التربوية الأخرى، في أداء وظيفتها التربوية كالمدرسة والمسجد، إن وجود بعض الأمراض التي انتشرت في الأمة سببه التقصير في التربية أو إهمالها، فالسفور والتبرج والمخدرات والمعاكسات وغيرها انتشرت بسبب الإهمال في التربية أو التقصير فيها، وكما أن التربية وسيلة للوصول بالولد إلى المثل العليا، كالإيثار والصبر وحب الخير للآخرين، واعلموا يرحمكم الله إن الدعوة إلى توحيد الله عز وجل وإخلاص العمل له وإلى دينه تحتاج إلى الأخلاق الحميدة، والصفات الحسنة، ويصعب توفر تلك الأخلاق فيمن يفقد الإيمان والتقوى. 


ورسول الله صلي الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين أفضل من دعا إلى الله تعالى بأخلاقهم الإسلامية الحميدة وصفاتهم الحسنة، فعن السيدة عائشة  رضي الله عنها قالت "ما كان أحد أحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دعاه أحد من أصحابه ولا من أهل بيته إلا قال لبيك فلذلك أنزل الله عز وجل "وإنك لعلى خلق عظيم " ولذا فيجب علينا أن نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل شؤونه ومن ذلك حسن الخلق، فعن النواس بن سمعان أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر فقال "حسن الخلق" فقال ما الإثم ؟ قال "ما حاك في نفسك وكرهت أن يعلمه الناس" وعن عبد الله بن عمرو قال لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا، وكان يقول "خياركم أحسنكم أخلاقا".

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020