{ضرب أخماسا لأسداس }
هو مثل عربي قديم، يضرب لمن يسعى بالمكر و الخديعة فيقال؛ فلان يضرب أخماسا لأسداس ) و يقال لمن لا يتقن أساليب المكر عكس هذا؛ لا يعرف ضرب أخماس لأسداس
و معنى الأخماس هو رعي الإبل و إيرادها خمسة أيام
و أما الأسداس فهو رعيها و إيرادها ستة أيام
و تروي إحدى القصص الثراتية، أن رجلا من الأعراب كان له أولاد ،يرعون الإبل في مكان بعيد عن أهلهم و ذويهم، و لما طالت غربتهم اشتاقوا إلى عائلتهم، قرروا زيارتهم و المكوث عندهم، و قد ذأب العرب أن يعودوا الإبل على الظمأ قبل السفر ، فيختار البعض أن يظمئها أربعة أيام و يسمون ذلك الربع، أو خمسة أيام و يسمونه الخمس، أو ستة أيام فيسمونه السدس
كان الرجل قد طلب من أولاده رعاية الإبل أربعة أيام ، فقال لهم: ارعوا الإبل ربعا، فرعوها أربعا نحو طريق أهلهم حتى إذا فرغوا و عادوا إلى أهلهم قالوا لوالدهم: لو رعيناها خمسا، فأجاب : ارعوها خمسا ، و الغاية من ذلك أن يظمنوا رعاية الإبل قرب أهلهم، فيمكثوا عندهم يوما إضافيا ، فلما أتموا اليوم قالوا : لو رعيناها ستا، حينها أدرك الأب مبتغاهم، فقال { ما أنتم إلا ضرب أخماس لأسداس ، ما همكم رعيها إنما همكم أهلكم!!!
فشاع قوله ، و أصبح مثلا يضرب في السعي بالمكر و الخداع، و في ذلك يقول الشاعر البغدادي ثعلب
إذا أراد امرؤ مكرا جنى عللا
و ضل يضرب أخماسا لأسداس.
أبو سلمى
مصطفى حدادي.