سوء التربية والتنمر علي الآخرين جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

سوء التربية والتنمر علي الآخرين جريدة الراصد 24



بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الجمعة الموافق 20 سبتمبر 2024

الحمد لله الذي نصب الكائنات على وحدانيته حججا، وجعل لمن اتقاه من كل ضائقة مخرجا، وسبحان من أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وخيرته من خلقه، وأمينه على وحيه، أرسله رحمة للعالمين وقدوة للعاملين، وحجة على العباد أجمعين، افترض على العباد طاعته وتوقيره ومحبته، شرح له صدره ورفع له ذكره ووضع عنه وزره، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره، هدى به من الضلالة وعلم به من الجهالة، وكثر به بعد القلة وأعز به بعد الذلة وأغنى به بعد العيلة، وبصر به من العمي وأرشد به من الغي، وفتح برسالته أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد تسليما كثيرا ثم أما بعد، يعد سوء التربية من أهم الأسباب التي تساعد على حدوث التنمر.


فعندما لا يتعلم المتنمر أن يكون حساسا، أو أن يهتم بمشاعر الآخرين، أو يحترمهم، وعندما لا يتعلم ثقافة إحترام الآخر في المدرسة وأماكن العمل، والأماكن الأخرى سيكون متنمرا، وكذلك أيضا السادية، حيث تعد السادية واحدة من أكثر أسباب التنمر شيوعا، إذ يتمتع معظم المتنمرين بشخصية سادية، وهي الشخصية التي يتمتع صاحبها بضرب وإيذاء الآخرين، وكما أن من أسباب التنمر هو الإنتقام، وقد يكون الإنتقام دافعا للتنمر في بعض الأحيان، إذ قد يلجأ البعض لممارسات التنمر للانتقام من الآخرين بسبب أحداث سابقة حدثت فيما بينهم، كما يمكن أن يكون المتنمر كان قد تعرض للتنمر في أيام سابقة، ويلجأ لممارسة التنمر على الآخرين رغبة للانتقام وإستعادة القوة والسلطة التي كانت قد سلبت منه. 


وكما أن من أكثر أسباب التنمر شيوعا هو مشاهدة الألعاب أو الأفلام العنيفة، حيث تساهم بعض الألعاب الإلكترونية وأفلام العنف في نشوء مشاعر وأفكار سلبية لدى البعض، تترجم إلى أفعال وسلوكيات سلبية، بما في ذلك إيذاء الآخرين، وكذلك الاضطرابات النفسية، حيث يعاني العديد من المتنمرين من مشاكل وإضطرابات نفسية، تؤثر على سلوكياتهم وأفعالهم، مثل الإكتئاب أو مشاكل العدوانية، ويمكن لأي شخص أن يكون ضحية للتنمر، إلا أن هناك بعض الأفراد يكونون أكثر عرضة من غيرهم، من ضمنهم بعض الأطفال، وخصوصا الأطفال الخجولين الذين ليس لديهم أصدقاء كثيرون، وكذلك الأشخاص الذين يتميزون بسمات جسدية مختلفة، مثل زيادة الوزن، أو النحافة المفرطة، أو إرتداء النظارات.


أو الذين ينتمون إلى مجموعة عرقية مختلفة، وكذلك الأشخاص المصابين ببعض الأمراض والإعاقات الجسدية، والأشخاص الذين يعانون من إضطرابات نفسية، بما في ذلك إضطرابات طيف التوحد، وصعوبات التعلم، وفي فقه التنمر يجب التأكيد على حرمة ظاهرة التنمر وضرورة مواجهتها عبر التنبيه منها والتأكيد على حرمتها ونشر الوعي عن مخاطرها وترسيخ التربية الصحيحة التي تقوم على الإحترام المتبادل والأخلاق الحميدة، كما ينبغي التعرف على الأساليب المستخدمة لمواجهة المتنمرين لإيقافهم عند حدهم، إضافة إلى وضع قوانين تعاقب على هذه الأفعال وتضع حدا لها لنعيش في بيئة صحية أكثر آمانا وإستقرارا.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020