كتب/احمد السيد
مصر، بحكم موقعها الجغرافي وأهميتها الإقليمية، تجد نفسها دائمًا وسط صراعات وتحديات إقليمية تؤثر على الأمن والاستقرار في المنطقة. ومع ذلك، الإدارة السياسية المصرية، وخاصة في السنوات الأخيرة، تبنت نهجًا متوازنًا وواقعيًا في التعامل مع هذه الصراعات. فيما يلي بعض السمات الرئيسية لطريقة تعامل مصر مع الصراعات الإقليمية:
1. الديبلوماسية والوساطة:
مصر تعتمد على الدبلوماسية كأداة رئيسية في حل الصراعات. على سبيل المثال، لعبت مصر دورًا حيويًا في جهود الوساطة بين الأطراف المتنازعة في فلسطين، ونجحت في التوسط لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل عدة مرات. كما تعمل مصر على تعزيز المصالحة بين الفصائل الفلسطينية المختلفة، مثل حركة فتح وحركة حماس.
2. التوازن في التحالفات:
مصر تتبع سياسة خارجية متوازنة في تحالفاتها الإقليمية والدولية. تحافظ على علاقات جيدة مع القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا، بينما تتعاون أيضًا مع دول الخليج والدول الأفريقية. هذا النهج يمنحها مرونة في التحرك على الساحة الدولية والإقليمية.
3. محاربة الإرهاب:
مصر تواجه تهديدات إرهابية داخلية وفي مناطق مثل سيناء، لكنها أيضًا تلعب دورًا رئيسيًا في محاربة الإرهاب على المستوى الإقليمي. القيادة المصرية تعمل بالتعاون مع شركاء دوليين وإقليميين لتعزيز الأمن ومحاربة التنظيمات الإرهابية.
4. حل النزاعات الأفريقية:
مصر، باعتبارها عضوًا مؤسسًا في الاتحاد الأفريقي، تتبنى دورًا رياديًا في حل النزاعات الأفريقية. على سبيل المثال، مصر لعبت دورًا مهمًا في الأزمة الليبية، حيث تدعم الحلول السلمية والسياسية بعيدًا عن التدخلات الخارجية.
5. ملف سد النهضة:
قضية سد النهضة هي من أهم القضايا الإقليمية التي تواجه مصر في السنوات الأخيرة، وتدور حول بناء إثيوبيا لسد ضخم على النيل الأزرق، وهو المصدر الرئيسي لنهر النيل. سد النهضة الإثيوبي الكبير يثير قلقًا بالغًا لدى مصر، حيث تعتمد على نهر النيل لتلبية حوالي 97% من احتياجاتها المائية.