سبب هلاك يهود المدينة جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

سبب هلاك يهود المدينة جريده الراصد24

  

سبب هلاك يهود المدينة جريده الراصد24

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأحد الموافق 15 سبتمبر 2024

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده وعبد ربه مخلصا حتى أتاه اليقين، فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله ثم أما بعد، لقد عارضت عقول قوم موسى عليه السلام إمتثال أمر الله كما أراد الله، إذ أخبرتهم عقولهم أن البقرة التي يكون لها أثر في معرفة القتيل لا بد أن تكون بشروط وصفات، بينما نرى من العقلانيين من يروج أن سبب هلاك يهود المدينة هو كونهم لم يعظموا عقولهم ولم يقدمونها على النقل ويحتجون بالآية التالية " أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون" 


في حين أن سبب هلاك يهود المدينة هو عدم تعقلهم أنهم عباد مثلهم مثل الذين يأمرونهم بالبر وهم يتلون الكتاب، فالتعقل هنا جاء ضد النسيان، الذي يمنع الحاق الضرر عن النفس ولا علاقة له بالتعظيم أو التقديم بالباطل، ولقد بين الله تعالى في كتابه، أنواع التعقل بالعقل، ومنها التعقل أن الإنسان هو عبد وأن الله هو الإله والعبد ما عليه إلا طاعة الإله وهذا أسمى التعقل، إذ قال الله تعالى " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " وهناك نوع آخر من التعقل وهو التعقل الذي يكون بعدم النسيان أن الدار الآخرة خير للذين يتقون، قوله تعالى " وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون " أي أن هذا التعقل ليس له صلة بتقديم العقل على النقل، بل له صلة بعدم العمل بالنقل. 


وبعدم التمييز بين ما هو خير، وإن كثيرا ممن يقدمون العقل على النقل جهلا، وبدون عمد، لا يدركون أو يتجاهلون مدى خطورة فعلهم هذا، فالأمر حقا يستوجب الوقوف والتمعن والتفكر فيما ما هو حق وما هو باطل، وهل عظموا فعلا كلام الله بصنيعهم هذا وهذا أصل التعقل، فإن عرف وعلم خطورة فعله ورجع عنها و تاب، فقد عقل، وإن لم يتب وطغى في تحريف معاني كلام الله، فليعلم أنه جعل عقله إلها ولم يعقل، قوله تعالى " ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون " وعن أم الدرداء قالت قام أبو الدرداء ليلة يصلي فجعل يبكي ويقول اللهم أحسنت خلقي فحسن خلقي حتى أصبح. 


قلت يا أبا الدرداء ما كان دعاؤك منذ الليلة إلا في حسن الخلق ؟ فقال يا أم الدرداء، إن العبد المسلم يحسن خلقه حتى يدخله حسن خلقه الجنة، ويسيء خلقه حتى يدخله سوء خلقه النار، والعبد المسلم يغفر له وهو نائم، قلت يا أبا الدرداء كيف يغفر له وهو نائم ؟ قال يقوم أخوه من الليل فيجتهد فيدعو الله عز وجل فيستجيب له ويدعو لأخيه فيستجيب له فيه، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ قال "تقوى الله وحسن الخلق" رواه الترمذي.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020