نصر أكتوبر 1973: ملحمة العزة والكرامة جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

نصر أكتوبر 1973: ملحمة العزة والكرامة جريدة الراصد 24




تُعتبر حرب أكتوبر 1973 لحظة فارقة في التاريخ العربي، حيث استطاعت مصر وسوريا استعادة جزء من الأراضي المحتلة. هذا الحدث لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل كان تجسيدًا للإرادة الشعبية وعزيمة الشعوب العربية. ومع انطلاق العمليات الحربية، كانت ردود الفعل من القوى الغربية، خاصة الداعمة للكيان الصهيوني، تشكل جانبًا مهمًا من سياق الحرب.


التحضير للحرب:


بدأت التحضيرات لحرب أكتوبر في أواخر السبعينيات، حيث استعدت القوات المسلحة المصرية وسورية بشكل استراتيجي لاستعادة الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967. لم يكن التخطيط مجرد تحرك عسكري، بل كان استجابة لنداء الوطن واستعادة للكرامة.


انطلاق الحرب:


في السادس من أكتوبر، تحركت القوات المصرية والسورية بشكل مفاجئ، عابرةً قناة السويس ومحققةً انتصارات أولية. كانت المعركة تنبض بالجرأة، وتحدت كل التوقعات، مما أسفر عن صدمة داخل الكيان الصهيوني وداعميه.


ردود الفعل الغربية:


1. الولايات المتحدة الأمريكية:


كانت الولايات المتحدة حليفًا استراتيجيًا لإسرائيل، وأثارت بداية الحرب قلقًا شديدًا في أوساط السياسة الأمريكية. سارع البيت الأبيض إلى التعبير عن دعمه للكيان الصهيوني، وبدأت التحركات الدبلوماسية لتأمين المساعدات العسكرية لإسرائيل. كانت هذه التحركات تعكس سياسة القوة التي انتهجتها الولايات المتحدة، والتي كانت تعتمد على اعتبار إسرائيل جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيتها في الشرق الأوسط.


مع تصاعد القتال، أدركت الإدارة الأمريكية أن الوضع يتطلب إعادة تقييم استراتيجيتها. وفي خضم الضغط الدولي، بدأت الولايات المتحدة في دعوة الأطراف للجلوس إلى طاولة المفاوضات، وهي خطوة كشفت عن توتر داخلي بين دعم الكيان الصهيوني وضرورة معالجة التحديات الجديدة.


2. الاتحاد الأوروبي:


تباينت ردود فعل الدول الأوروبية. بينما كانت بعض الدول، مثل فرنسا وبريطانيا، تعبر عن قلقها إزاء تصعيد النزاع، كانت مشاعر التضامن مع إسرائيل تظل قوية. عُبر عن هذا من خلال مواقف حكومات تلك الدول التي سعت للحفاظ على علاقات قوية مع تل أبيب. ومع ذلك، سرعان ما أدركت الدول الأوروبية أهمية التحرك نحو السلام، حيث دعمت التوجهات الدبلوماسية بعد الحرب، وهو ما يعكس تناقضًا في السياسات الأوروبية في معالجة القضية الفلسطينية.


3. الدول الاشتراكية:


وقفت الدول الاشتراكية، بما في ذلك الاتحاد السوفيتي، في موقف دعم واضح للدول العربية. بينما كانت القوى الغربية تساند الكيان الصهيوني، كانت موسكو تُظهر تأييدًا عسكريًا وسياسيًا لمصر وسوريا. هذه المواقف عكست التوترات الجيوسياسية في الحرب الباردة، حيث حاول السوفيت استغلال الوضع لتعزيز نفوذهم في المنطقة.


4. ردود الفعل الإعلامية:


شكلت وسائل الإعلام الغربية جزءًا كبيرًا من الصورة. كانت التغطية الإعلامية تتسم بالتحيز، حيث تم التركيز على الخسائر الإسرائيلية في بداية الحرب. ومع ذلك، ومع تقدم العمليات العسكرية، تغيرت النبرة، حيث بدأت بعض وسائل الإعلام في طرح أسئلة حول استراتيجية إسرائيل وشرعية استمرار الدعم الغربي لها.


5. المنظمات الدولية:


أثارت الحرب جدلًا واسعًا في أروقة الأمم المتحدة، حيث دعت عدة دول إلى إنهاء القتال وبدء مفاوضات السلام. بينما كانت بعض الدول الغربية تساند الكيان الصهيوني، كانت هناك دعوات قوية من الدول العربية ومنظمات حقوق الإنسان لإعادة النظر في السياسات الغربية تجاه القضية الفلسطينية.


خاتمة:


يبقى نصر أكتوبر 1973 رمزًا للكرامة والتضحية، ودليلاً على أن الإرادة الشعبية قادرة على تحدي قوى الاحتلال. ردود الفعل من القوى الغربية، رغم دعمها للكيان الصهيوني، تكشف عن تناقضات عميقة في سياستها. إن نصر أكتوبر ليس مجرد تاريخ، بل هو دعوة لكل الأجيال للحفاظ على القيم النبيلة من كرامة وعدالة، وتذكير بأن التاريخ يُكتب بأفعال الشعوب وعزيمتها، وليس بسياسات القوى العظمى.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020