الصحفيه ✍🏻 سماح الملاح
المنوفية
بدأت الحرب في 6 أكتوبر 1973 عندما شنت مصر وسوريا هجومًا مشتركًا على القوات الإسرائيلية التي كانت تحتل شبه جزيرة سيناء المصرية ومرتفعات الجولان السورية منذ حرب 1967. جاء الهجوم في توقيت دقيق حيث كان يوم الغفران، وهو عيد ديني مهم في إسرائيل، مما جعل الجيش الإسرائيلي غير مستعد للمعركة.
وفي يونيو 1967، خلال حرب الأيام الستة، احتلت إسرائيل سيناء من مصر والجولان من سوريا، مما خلق حالة من التوتر في المنطقة. خلال السنوات التالية، حاولت الدول العربية، خصوصاً مصر وسوريا، استعادة أراضيهما بطرق دبلوماسية ولكن دون جدوى. في ظل هذه الخلفية، قرر الرئيس المصري أنور السادات والرئيس السوري حافظ الأسد العمل على خطة عسكرية لاستعادة الأراضي المحتلة.
تفاصيل الحرب:
الهجوم المصري: في الساعة الثانية ظهرًا من يوم 6 أكتوبر 1973، شن الجيش المصري هجومًا مباغتًا على القوات الإسرائيلية في سيناء. عبرت القوات المصرية قناة السويس بنجاح مستخدمة جسورًا عائمة، وتفوقت على التحصينات الإسرائيلية في خط بارليف.
الهجوم السوري: على الجبهة السورية، شنت القوات السورية هجومًا على مرتفعات الجولان في نفس اليوم. ورغم النجاح المبدئي في الجبهتين، إلا أن إسرائيل استجمعت قواها وشنت هجومًا مضادًا.
لماذا نحتفل بيوم 6 أكتوبر؟
يوم 6 أكتوبر له أهمية كبرى لأنه:
1. استعادة الكرامة العربية: هذه الحرب كانت نقطة تحول في تاريخ العرب. بعد هزيمة حرب 1967، شعرت الدول العربية باليأس. لكن نجاح الجيش المصري في عبور قناة السويس واستعادة جزء من الأراضي المصرية أعاد الشعور بالفخر والكرامة.
2. تحقيق أهداف استراتيجية: الحرب أثبتت أن الحل العسكري ممكن لاستعادة الأراضي المحتلة. هذا بدوره دفع إلى مفاوضات أدت إلى اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية في كامب ديفيد عام 1978، حيث استعادت مصر سيناء بشكل كامل.
3. تغيير المعادلة العسكرية: قبل الحرب، كان هناك اعتقاد سائد بأن الجيش الإسرائيلي لا يقهر. لكن حرب أكتوبر أثبتت أن إسرائيل يمكن أن تتعرض لهزيمة عسكرية، مما غير الحسابات العسكرية والسياسية في المنطقة.
4. التضامن العربي: الحرب شهدت تنسيقًا غير مسبوق بين الدول العربية، خصوصًا بين مصر وسوريا، وأيضًا دعمًا من الدول العربية الأخرى مثل السعودية التي استخدمت النفط كسلاح سياسي ضد الدول الداعمة لإسرائيل.
5. تعزيز الروح الوطنية: في مصر، أصبح يوم 6 أكتوبر رمزًا للفخر الوطني والتضحية. الجيش المصري أظهر قدرات كبيرة في التخطيط والتنفيذ، مما ساهم في رفع الروح المعنوية للشعب المصري.
الدروس المستفادة من حرب أكتوبر:
1. أهمية التخطيط الاستراتيجي: الهجوم المصري السوري كان مخططًا له بعناية فائقة، مستغلين عنصر المفاجأة وتوقيت الهجوم.
2. الاعتماد على النفس: مصر وسوريا اعتمدتا على قواتهما العسكرية بشكل رئيسي، مع استخدام دبلوماسية النفط من قبل الدول العربية لتحقيق تأثير دولي.
3. إمكانية السلام: رغم أن الحرب كانت دموية وصعبة، إلا أنها فتحت الباب لمفاوضات السلام، مما أدى إلى أول معاهدة سلام بين إسرائيل ودولة عربية (مصر).
يوم 6 أكتوبر ليس مجرد ذكرى حرب، بل هو يوم يعكس القدرة على التغلب على التحديات واستعادة الكرامة الوطنية. هذه الحرب تظل رمزًا للصمود العربي والتضحية من أجل الأرض.