بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لك يا رب العالمين، أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيران ثم أما بعد إنه عندما يرى الله سبحانه وتعالى عباده وقد بذلوا جهدهم وعملوا بالأسباب المتوفرة والمتاحة لكنهم لم يصلوا إلى تلك القوة التي تؤهلهم للنصر ومواجهة الأعداء والظلمة والطغاة فإن الله سبحانه وتعالى عند ذلك لن يترك عباده دون نصر وتمكين ولكن ليس بالقوة المادية وحسب بل بسلاح آخر هو أعظم وأقوى الأسلحة إنه سلاح التوكل على الله والثقة به واللجوء إليه، ونصر الله تعالي وتمكينه لعبادة حين يأذن به قد يتحقق في أي وقت وبأبسط الأسباب وأضعف الوسائل والتاريخ يشهد والواقع وكذلك النص الشرعي يشهد بذلك.
فهذا جالوت الذي كان يبطش ويظلم ويقتل ولديه جيوش لا تعد ولا تحصى كانت نهايته على يد فئة قليلة مؤمنة يقودهم رجل إختاره الله وإصطفاه وهو طالوت والذي كان من جنده داود عليه السلام وكان في ذلك الوقت راعي للغنم فأجرى الله النصر على أيديهم، فمن كان يتصور أن يأتي النصر والتمكين من هذه الطريق وبهذه الكيفية ومن هذه الفئة والثلة المؤمنة وصدق الله إذ يقول على لسان أهل الإيمان كما جاء في سورة البقرة " قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين" روي عن أبي قبيل قال كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما وسئل أي المدينتين تفتح أولا القسطنطينية أو رومية ؟ فدعا عبد الله بصندوق له حلق، قال فأخرج منه كتابا، قال.
فقال عبد الله بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه و سلم نكتب إذ سئل رسول صلى الله عليه وسلم أي المدينتين تفتح أولا قسطنطينية أو رومية ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم " مدينة هرقل تفتح أولا " يعـني قسطنطينية " رواه الإمام أحمد، ومما يزيد في البشارة أن هذه المدينة قد فتحت على يد السلطان محمد الفاتح العثماني التركماني ولكن ليس هو الفتح المذكور في الأحاديث لأن الفتح الذي في الأحاديث يكون بعد الملحمة الكبرى وقبل خروج الدجال بيسير، ولفتح القسطنطينية وهو الفتح الحق علامة واردة في أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، معروفة مشهورة وهي عن معاذ رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " عمران بيت المقدس، خراب يثرب وخراب يثرب خروج الملحمة وخروج الملحمة فتح القسطنطينية.
وفتح القسطنطينية خروج الدجال " ثم ضرب بيده على فخذ الذي حدثه أو منكبه، ثم قال " إن هذا الحق كما أنك هاهنا" رواه الإمام أحمد، فإذا كان أن الفتح الذي حصل على يد محمد الفاتح ليس هو الفتح الوارد في الحديث فإنا لعلى يقين بقرب فتحين عظيمين لمدينتين كبيرتين وهذا قريب، ووعد الله نافذ ومتحقق بإذنه تعالى، ولعل ذاك الفتح العثماني مقدمة للفتح الأكبر المنتظر إن شاء الله تعالى، وقال النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم " لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود وحتى يختبيء اليهودي وراء الحجر، فيقول الحجر ياعبد الله، يا مسلم تعالي هذا ورائي يهودي فاقتله" وهذه المعركة هي الفاصلة بين المسلمين واليهود وهي التي يظهر فيه الله تعالى عباده المؤمنين وينصرهم على اليهود بعدما ذاقوا منهم الأذى والنكال، وهذه المعركة لم تقم بعد.
وقيامها عز للإسلام والمسلمين ونصر لهم مبين والله غالب على أمره ولمن أكثر الناس لا يعلمون، ولم تأتي بعد هذه المعركة وإنا على انتظارها وهي آتية لا محالة إن شاء الله تعالى.