هناك حرباً إقليمية في الشرق الأوسط تقوم بها إسرائيل ضد أذرع إيران في المنطقة جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

هناك حرباً إقليمية في الشرق الأوسط تقوم بها إسرائيل ضد أذرع إيران في المنطقة جريدة الراصد 24




بقلم : يوحنا عزمي 


في رأيي أنه ما لم تكن إسرائيل هي المبادرة إلي ضرب إيران والدخول في حرب مباشرة ضدها ، وليس في حرب ضد اذرعها ووكلائها في عدد من الأقطار العربية كما يحدث الآن ، فلن تكون هناك حرب إقليمية كبيرة في الشرق الأوسط ، وسوف تمضي الأمور ضمن سياقاتها ومساراتها الراهنة .


وقد برهنت علي ذلك وبكل وضوح حرب إسرائيل الحالية علي حزب الله في لبنان ، وهو أقوي أذرع إيران الإقليمية واكثرها ارتباطا بها منذ بداية تأسيسه في الثمانينيات .. 


فقد تركته يحارب إسرائيل وحده ويتلقي كل هذه الضربات القاتلة منها والتي طالت كل الرءوس القيادية الكبيرة فيه ، وتخلت عنه ولم تقف إلي جانبه خلافا لما كان العالم يتوقعه منها .. وحاولت تصوير الأمر بأن حزب الله قادر علي خوض تلك المواجهة وحده وأنه يمتلك الإمكانات العسكرية الكافية التي تساعده علي ذلك ، واكتفت بالتحذير كعادتها من أخطار تصعيد الصراع ، وبقيت علي موقفها السلبي بالابتعاد والتجنب وعدم التدخل .. وسواء فعلت إيران ذلك باقتناع ذاتي منها ، او اذعانا للضغوط والتهديدات الأمريكية لها كما يتردد في بعض وسائل الإعلام الدولي من ان إخراج إيران من ساحة المواجهة تم بطلب من إسرائيل لحليفها الأمريكي حتي تتفرغ لحربها علي الجبهة الشمالية ضد حزب الله فإن النتيجة تبقي في النهاية واحدة. 


وايا ما كان الأمر ، فإن حربا إقليمية واسعة في الشرق الأوسط وبالصورة التي تثير كل تلك المخاوف منها داخل هذه المنطقة وخارجها ، هي في رأيي الحرب التي تسعي إيران بكل الطرق والوسائل إلي تجنبها وعدم التورط المباشر فيها نظرا لمخاطرها الهائلة التي تخشي من عواقبها الوخيمة عليها ، وهي لهذا السبب 

لا تتوقف عن إرسال الإشارات والرسائل إلي إسرائيل وحلفائها الأمريكيين بهذا المعني حتي لا يسيئوا تفسير دوافعها ونواياها ويدخلوا معها في حرب لم تكن تريدها او تسعي إليها .. ويجد 

هذا الخوف الإيراني تعبيرا عنه في التصريحات التي تصدر تباعا علي ألسنة كبار المسئولين الإيرانيين بمن فيهم المرشد الأعلى خامنئي نفسه حول ردود انتقامية إيرانية مؤجلة إلي ان يحين الوقت المناسب لتنفيذها ، وهي التصريحات التي اصبحت لأزمة متكررة ومألوفة عقب كل حدث كبير يكون الإيرانيون طرفا مباشرا فيه ولم يعد العالم يستغربها منهم .. وهي كلها للاستهلاك الدعائي ولامتصاص الغضب إلي ان تهدأ العاصفة ويتحول مؤشر الإهتمام الداخلي والخارجي عنها إلي غيرها من الأحداث ،والمستجدات دون ان تري تلك التهديدات الإيرانية بالانتقام المؤجل طريقها إلي أرض الواقع .. 


وهنا أريد ان اقول ان المعني الذي تحاول كل تلك الرسائل وعلي أعلي المستويات القيادية المسئولة في طهران ان تنقله إلي إسرائيل اكثر من اي طرف دولي آخر ، هو ان إيران سوف تبقي خارج إطار الرد بالوسائل العسكرية المباشرة علي إسرائيل مهما كان تصرفها عنيفا مع وكلائها الإقليميين ايا ما كانت درجة علاقتها بهم او ارتباطهم بها وان دفاعهم عن انفسهم تبقي مسئوليتهم وحدهم .


وهذه المواقف الإيرانية الحذرة والمتحفظة من موضوع الحرب 

مع إسرائيل ، هي التي تجعل من وقوع حرب كبيرة في الشرق الأوسط في مثل الظروف الراهنة امرا بعيد الإحتمال ما لم تهاجم إسرائيل إيران لتدمير برنامجها النووي .. والأيام المقبلة هي التي سوف تحكم.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020