بقلم / عبدالله أبوبكر.
يُحكى أن شعبا وصل بعلمه و حضارته ما لا يصله أحد ، و وصل بقوة جيشه و شعبة منزلة الصدارة قديما و حديثا ، من يقرأ التاريخ و يفحصه جيدا يدر أن المستحيل كلمة لا توجد في قاموس كلمات الشعب المصري و لا يعرفها هذا الشعب العظيم حتى أنه يغفل عن معناها ؛ في هذا المقال أود أن أسرد بعض المواقف و الكلمات التي تدل على أن هذا الشعب لا يعرف، ولا يؤمن بالمستحيل .
يعد تاريخ هذه الدولة و هذا الشعب حافل بالإنجازات ، فإذا نظرنا منذ فجر التاريخ نجد
أن هذا الشعب لا يعب لكلمة المستحيل أولا إذا نظرنا في التاريخ الفرعوني سوف نجد العجب العجاب من مخترعات علمية و أسرار حيث أن العلم الحديث لم يكتشفها حتى و قتنا هذا و مع ذلك عمل بها المصريون القمدماء و برعوا فيها و لعل الآثار المصرية من ( الأهرامات و المعابد و التحنيط ) هي خير دليل على هذا العلم و الحضارة التي برع فيه المصري القديم ، و هنا الجندي المصري القديم الذي أخذ من عند الهكسوس فكرة العجلات الحربية و الأحصنة في المعارك و تفوق عليه و هزمه
و كانت هذه المعركة من أقوى المعارك حيث أثبتت قوة الجندي المصري و مهارته في القتال و جلدته و صبره في المعارك .
و من التاريخ الإسلامي نجد أيضا الكثير و الكثير من المواقف و لكن يكفي أن نذكر ما حدث في زمن دولة المماليك و الأيوبين ( و كان يعتبر الخلافة الإسلامية آنذاك حيث لا توجد خلافة في ذلك الوقت ) و هنا دولة الأيوبين و يأتي في عهدهم الحملات الصلبية على الدول الإسلامية و خاصة ( القدس ) و زعم هؤلاء أن المسيحين يعيشون حياة الذل و المهانة و أتوا بحملاتهم و بكامل قواتهم و قوادهم ،و هنا يأتي القائد المسلم صلاح الدين هزمهم و قهرهم في معركة حطين تاريخ 25 ربيع الثاني 583 هجريا و كان نصرا مبينا و كانت أيضا احدى المعارك الفاصلة في التاريخ الأسلامي ؛ و الجدير بالذكر هنا أن أغلب الجنود في هذه المعركة كانوا مصرين . و علاوة على ذلك كله ترك الأيوبين الكثير من الفنون و الحضارة و التاريخ في مصر.
و تمضي دولة الأيوبين و تأتي دولة المماليك التي أقيمت في مصر و كان أثناء حكمهم حيث التتار الذين قهروا و أذلوا معظم العالم و لكن هذه مصر و هذا الشعب المصري و كان هذا جيش المسلمين و لكن أغلبه مصريا حيث انتصر جيش المسلمين في معركة عين جالوت 25 رمضان 658 هجريا بقيادة سيف الدين قطز و كانت احدى المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي . و كان من بين العلماء العز بن عبدالسلام . و ترك الممالك الكثير من الحضارة و فن العمارة في مصر .
أما في عصرنا الحديث إذا تحدثنا فلنجد خير دليلا على أن المستحيل ليس مصريا من حرب أكتوبر المجيد 1973 ميلاديا الذي قهر فيه الجيش المصري و اغتصب أرضه و لكن بكفاءة و شجاعة هذا الشعب الأبي و هذا الجيش العظيم استطاع أن يدرك نصره و يسترد أرضه و تحققت مقولة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ( ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ) و كان النصر هذا فتحا مبينا للجيش المصري ؛ و من العلماء في هذا العصر على سبيل المثال لا الحصر : أحمد زويل ( الحاصل على جائزة نوبل ) و الشيخ جاد الحق على جاد الحق ؛ كما توجد الكثير من العمارة و الفنون و الآداب ؛ و ما زال الشعب المصري قيادة و حكومة و شعبا يسعى لتحقيق المستحيل و محو هذه الكلمة من ذاكرة الأجيال القادمة .
و بعد هذا السرد من التاريخ نستطيع أن نقول ، و نجزم بكل الصدق أن الشعب المصري لا يعرف المستحيل و لو أستطعت أنا شخصيا أن أحذف شئ من القاموس لوددت أن أمسح و أحذف هذه الكلمة التي تدمر تطلعنا نحو الأفضل لأن البشر لا يجب أن يعرفوا شئا يسمى المستحيل .