السر أمانة وإفشاؤه خيانة جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد24 جريدة الراصد24

داخل المقال

جاري التحميل ...

السر أمانة وإفشاؤه خيانة جريده الراصد24

 

السر أمانة وإفشاؤه خيانة جريده الراصد24

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأربعاء الموافق 18 ديسمبر 2024

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضي وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وأصحابه ومن اهتدي بهداهم إلي يوم الدين أما بعد إن السر أمانة وإفشاؤه خيانة ولو حصل بينك وبين صاحبك خصام فهذا لا يدفعك لإفشاء سره، فإنه من لؤم الطباع ودناءة النفوس، قال صلى الله عليه وسلم "إذا حدث الرجل بحديث ثم التفت فهي أمانة" رواه أحمد وأبو داود والترمذي، ومن أشد الخيانة للأمانة هو إفشاء السر بين الزوجين، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ، ثم ينشر سرها" رواه مسلم. 


والأمانة بمعنى الوديعة وهذه يجب المحافظة عليها ثم أداؤها كما كانت، وقد أمر الإسلام بحفظ الأمانة وأدائها وذم الخيانة وحذر منها وقال ابن كثير رحمه الله أنها عامة في جميع الأمانات الواجبة على الإنسان، وهي نوعان حقوق الله تعالى من صلاة وصيام وغيرهما وحقوق العباد كالودائع وغيرها، وقال تعالى "يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون " والخيانة تعم الذنوب وتعم الذنوب الصغار والكبار، وعن ابن عباس رضي الله عنهما في الأمانة قال الأعمال التي أؤتمن عليها العباد، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمر بردها " أدي الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك " رواه أبو داود، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذم الخيانة. 


"آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان " رواه البخاري ومسلم، ومما ورد في فضل الأمانة ما ثبت من قول الرسول المصطفي صلى الله عليه وسلم "الخازن الأمين الذي ينفذ وربما قال يعطي ما أمر به كاملا موفرا طيبا به نفسه فيدفعه إلى الذي أمر له به، أحد المتصدقين " رواه البخاري، وقال الذهبي في كتابه الكبائر، الكبيرة الرابعة والثلاثون هي الخيانة، والخيانة في كل شيء قبيحة وبعضها شر من بعض وليس من خانك في فلس كمن خانك في أهلك ومالك، وإرتكب العظائم، وقال صلى الله عليه وسلم " لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له " رواه أحمد، وإن من أعظم الأمانة هي الأمانة التي أنيطت بالرئيس أو صاحب العمل ويتمثل ذلك في حسن المعاملة مع من هم تحت إمرته وسلطته. 


ومن هم تحت ولايته وكفالته ومن هم خدم عنده، أو يعملون لديه، وليتقي الله تعالى في العدل بينهم دون محاباة لأحد دون الآخر، فالمؤمنون اخوة ولا فرق بين أحد منهم إلا بالتقوى والعمل الصالح والإخلاص في عمله، فيجب على المسؤول أن لا يمنع هذا من ترقية أو مكافئة أو دورة تدريبية، أو إجازة إستحقاقية بدافع الإضرار والتفريط في الأمانة ويحرم على صاحب العمل أن يؤخر رواتب العمال عن موعد استحقاقها، وكما يحرم بخس الناس حقوقهم من أجل خلافات يمكن أن تزول وتذهب وتضمحل، فالإنسان لا ينتقم لنفسه بقدر ما ينتقم ويتمعر وجهه إذ إنتهكت محارم الله، أو أخل موظف بعمله وقبل أن ينشأ الخلاف يجب أن يوجه المخطئ، فربما كانت هناك شبهة أو أمرا فهم خطا وبالتالي يمكن أن نتجاوز تلك العقبة. 


وخصوصا بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة والتوجيه السليم وعدم التوبيخ أو السرعة في إتخاذ القرارات مما قد ينتج عنه نتيجة عكسية غير متوقعة من ظلم وتعسف وسوء فهم، ثم يصب كل ذلك في قالب التفريط في الأمانة.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

انضم الي عائلة جريدة الراصد24

إشترك ليصلك كل مواضيع جريدة الراصد24


إلى أعضاء

إنضم

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد24

2020