ضرب الله مثلا للذين كفروا جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد24 جريدة الراصد24

داخل المقال

جاري التحميل ...

ضرب الله مثلا للذين كفروا جريده الراصد24

 

ضرب الله مثلا للذين كفروا جريده الراصد24

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأربعاء الموافق 18 ديسمبر 2024

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما مزيدا، ثم اما بعد، نقف مع آية من كتاب الله تعالى من سورة التحريم حيث يقول الحق تبارك وتعالى " ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين " فيخطئ الكثير في فهم هذه الآية في معنى الخيانة الواردة هنا، فالخيانة هنا ليس المقصود منها فعل الفاحشة حاشا وكلا أن تفعل ذلك امرأة نبي لأن الله عز وجل عصم نساء أنبيائه الوقوع في الفاحشة وإنما كانت الخيانة في الدين فقط. 


فالله عز وجل بين للناس مثلا في الكافر إذا كان مع المؤمن يخالطه ويؤاكله ويجالسه أن ذلك لن ينفعه أبدا لأنه لم يؤمن بالله العظيم، ألم ترى أن أبا طالب عم النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم دافع عنه وعن دينه وردع عنه المشركين ومات على الكفر، وكان يقول له النبي صلى الله عليه وسلم قل لا إله إلا الله، كلمة أُحاج لك بها عند الله، لكنه مات على الكفر ومع ذلك لم ينفعه قربه من النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون من أصحاب النار، وكذلك عمه أبو لهب وكذلك ابن نوح عليه السلام ووالد إبراهيم عليه السلام، كل أولئك بين القرآن الكريم أنهم أصحاب الجحيم، فالكافر لا ينتفع بصلة قرابته من المؤمن، ما لم يكن مؤمنا وهكذا امرأة نوح ولوط عليهما السلام لم ينفعهما مخالطتهما ومعاشرتهما لنبيي الله أن يكونا من أصحاب النار. 


وأما عن فهم الآية فهما صحيحا فيقول ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية " فخانتهما " قال ما زنتا، أما امرأة نوح فكانت تخبر أنه مجنون وأما خيانة امرأة لوط فكانت تدل قومها على أضيافه، فكانت امرأة نوح تطلع على سر نوح، فإذا آمن مع نوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح به حتى يبطشوا به، وأما امرأة لوط فكانت إذا أضاف لوط أحدا أخبرت به أهل المدينة ممن يعمل السوء، فكانت لها علامة بالليل والنهار، فالليل تشعل النار، والنهار ترسل الدخان ليعلم القوم أن لدى لوط عليه السلام أضياف، وقال الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهم ما بغت امرأة نبي قط إنما كانت خيانتهما في الدين، وهكذا لا تفرح أيها الإنسان بقبيلتك ولا بقريتك ولا بقربك من فلان أو علان من الناس لأنه صاحب دين وإستقامة فكل منكما سوف يحاسب عن نفسه ولن يغني عنك من الله شيئا.


فلا تفخر بحسبك ولا نسبك فالميزان عند الله التقوى، ألم تسمع قوله عز وجل في سورة الحجرات " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير " ويقول الله تعالى لعباده إنّا خلقناكم من أب واحد هو آدم، وأُم واحدة هي حواء، فلا تفاضل بينكم في النسب وجعلناكم بالتناسل شعوبا وقبائل متعددة ليعرف بعضكم بعضا، إن أكرمكم عند الله أشدكم إتقاء له، إن الله عليم بالمتقين خبير بهم.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

انضم الي عائلة جريدة الراصد24

إشترك ليصلك كل مواضيع جريدة الراصد24


إلى أعضاء

إنضم

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد24

2020