حسن الخلق ثقيلا في الميزان جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد24 جريدة الراصد24

داخل المقال

جاري التحميل ...

حسن الخلق ثقيلا في الميزان جريدة الراصد 24



بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأحد الموافق 1 ديسمبر 2024

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلي الله عليه وسلم، وبعد فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار حياكم الله جميعا وطبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبوأتم جميعا من الجنة منزلا وأسأل الله الحليم الكريم جلا وعلا أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة وإمام النبيين في جنته ودار مقامته ثم اما بعد لقد حدثنا التاريخ أن الشرق الأقصى ممثلا اليوم في إندونسيا والملايو والفلبين وماليزيا، لم يعتنق أهلها الإسلام بفصاحة الدعاة. 


ولا بسيف الغزاة، بل بأخلاق التجار وسلوكهم، من أهل حضرموت وعمان وذلك لما تعاملوا معهم بالصدق والأمانة والعدل والسماحة، وإن مما يؤسف له اليوم أن الوسيلة التي جذبت كثيرا من الناس إلى الإسلام هي نفسها التي غدت تصرف الناس عنه وذلك لما فسدت الأخلاق والسلوك، فرأى الناس تباينا بل تناقضا بين الادعاء والواقع، ولم يعد الإسلام الخلق سلوكا مجردا، بل عده عبادة يؤجر عليها الإنسان، ومجالا للتنافس بين العباد فقد جعله النبي صلى الله عليه وسلم أساس الخيرية والتفاضل يوم القيامة، فقال "إن أحبكم إليّ، وأقربكم مني في الآخرة مجلسا، أحاسنكم أخلاقا، وإن أبغضكم إليّ وأبعدكم مني في الآخرة أسوؤكم أخلاقا، الثرثارون المتفيهقون المتشدقون" وكذلك جعل أجر حسن الخلق ثقيلا في الميزان. 


بل لا شيء أثقل منه، فقال "ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق" وجعل كذلك أجر حسن الخلق كأجر العبادات الأساسية، من صيام وقيام، فقال إن المؤمن ليدرك بحسن الخلق درجة الصائم القائم" بل بلغ من تعظيم الشارع لحسن الخلق أن جعله وسيلة من وسائل دخول الحنة فقد سئل صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ فقال تقوى الله وحسن الخلق" وفي حديث آخر ضمن لصاحب الخلق دخول الجنة، بل أعلى درجاتها، فقال "أنا زعيم ببيت في ربض أطراف الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه" فالأخلاق هي المؤشر على إستمرار أمة ما أو انهيارها فالأمة التي تنهار أخلاقها يوشك أن ينهار كيانها، كما قال شوقي وإذا أصيب القوم في أخلاقهم. 


فأقم عليهم مأتما وعويلا، ويدل على هذه القضية قوله تعالى " وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا " وكما أنها من أسباب المودة، وإنهاء العداوة، حيث يقول الله تعالى " ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم " والواقع يشهد بذلك، فكم من عداوة إنتهت لحسن الخلق كعداوة عمر وعكرمة، بل عداوة قريش له صلى الله عليه وسلم، ومن هنا قال "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، ولكن تسعونهم بأخلاقكم" فيقول أبو حاتم رحمه الله "الواجب على العاقل أن يتحبب إلى الناس بلزوم حسن الخلق، وترك سوء الخلق لأن الخلق الحسن يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد، وإن الخلق السيئ ليفسد العمل، كما يفسد الخل العسل".

كل ما ينشر علي موقع الجريدة يقع علي مسؤولية كاتب المنشور وليس علي الجريدة اية مسؤولية في ذلك

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

925239

انضم الي عائلة جريدة الراصد24

إشترك ليصلك كل مواضيع جريدة الراصد24


إلى أعضاء

إنضم

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد24

2020