بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضي وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وأصحابه ومن اهتدي بهداهم إلي يوم الدين أما بعد ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة وكتب المغازي الكثير عن غزوة حنين، وقيل أنه لما أراد الرسول صلي الله عليه وسلم حنين قال لصفوان بن أمية وقد كان طلب مهلة أربعة أشهر حتى يفكر في دخول الإسلام، قال "يا أبا وهب أتعيرنا مائة درع وسلاحها؟ قال غصبا يا محمد، قال بل عارية مضمونة" فأخذها عارية مضمونة، أي إذا تلفت هذه الدروع والسلاح نضمنها لك، وهنا إستعان الرسول صلي الله عليه وسلم بسلاح غير المسلم لقتاله، وقد خرج جيش المسلمين وكان عدده اثني عشر ألف مقاتل، لكن المسلمين اغتروا بكثرتهم.
فقال بعضهم لبعض لن نهزم اليوم من قله، وأثناء سير النبي صلي الله عليه وسلم بجيش المسلمين على الجبل، نظر النبي صلي الله عليه وسلم فوجد منحدر كبير ثم وادي واسع ومساحه شاسعة من الأشجار في اليمين والشمال ووجد جيش هوازن يقف عن بعد فأيقن النبي صلي الله عليه وسلم أن جيش هوازن يكمن في هذه الأشجار فأمر النبي صلي الله عليه وسلم أحد الصحابة واسمه أنس بن أبي مرثد أن يأتي بحصان ويصعد به إلى رأس الجبل ويقف عليه حتى يراقب المكان وذلك من طلوع الشمس حتى الغروب كما أوصاه النبي صلي الله عليه وسلم ألا يترك مكانه إلا لقضاء حاجته أو لأداء الصلاة، فإمتثل أنس لأمر النبي صلي الله عليه وسلم، ثم عاد النبي صلي الله عليه وسلم فسأله النبي "هل رأيت شيئا؟"
قال "لا والله" فقال النبي "أبشر فان لك الجنة ما ضرك ما فعلت بعد اليوم" بعدما تأكد النبي صلي الله عليه وسلم بعدم وجود كمائن بين الأشجار بدأ النبي صلي الله عليه وسلم يصف الجيش فكانت أول كتيبة بقيادة خالد بن الوليد، والثانية الزبير والثالثه بقيادة على بن أبي طالب رضي الله عنه، ثم بدأت أول كتيبه بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه تنزل إلى هذا المنحدر وعند نزولها بدأت كمائن جيش هوازن تخرج من بين الأشجار فإرتبك جيش المسلمين، فقال تعالى " لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغني عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين " ويقول راوي القصة أن بعض من كان بجيش المسلمين من كان يجري إلى مكة لا يلتفت إلى الوراء لضراوة المعركة.
ولم يبقى مع النبي صلي الله عليه وسلم إلا قله من أصحابه وبدأ النبي صلي الله عليه وسلم ينادي ويقول "إليّ عباد الله أنا رسول الله فكان أول من أجاب النبي صلي الله عليه وسلم عمه العباس ففرح النبي صلي الله عليه وسلم لأن العباس كان صوته عاليا، فقال له النبي: "نادِ عليهم يا عباس"، فقال: "ماذا أقول؟"، قال النبي صلي الله عليه وسلم "قل يا أصحاب بدر" فبدأ المسلمون يتجمعون حول النبي صلي الله عليه وسلم وكان عددهم ست وستين من الأنصار وثلاثة وثلاثين من المهاجرين ثم بدأ القتال يشتد ويقول العباس من شدة القتال نزل النبي صلي الله عليه وسلم من على فرسه وركب بغلته وتوجه بها في إتجاه جيش هوازن وهو يقول "أنا النبي لا كذب أنا ابن عبدالمطلب" ثم أخذ الرسول صلي الله عليه وسلم قبضة من التراب بيده وألقاها في إتجاه جيش هوازن.
وقال شاهت الوجوه اللهم نصرك الذي وعدت فيقول العباس فما رأيت أحدا من هوازن إلا يفرك عينيه أو فمه وإشتد القتال ولجأ الصحابة إلى الله عز وجل، فقال تعالى " ثم أنزل الله سكينته علي رسوله وعلي المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين "