بقلم / صابر محجوب
تعاني مراكز الشباب في مصر من تدهور واضح على مختلف الأصعدة، حيث أصبحت نموذجًا للإهمال الإداري وانعدام الأنشطة التي كانت تمثل حجر الزاوية في بناء المجتمع وتربية الأجيال. يعود جزء كبير من هذه الأزمة إلى تعيين مديرين أحيلوا للتقاعد بناءً على الولاء لبعض أعضاء مجالس الإدارات أو الشخصيات النافذة، بدلًا من اختيار قيادات شابة تمتلك رؤية وقدرة على إعادة إحياء تلك المراكز.
أزمة القيادات وتواطؤ الإدارات
أصبح تعيين القيادات في مراكز الشباب يتم وفق معايير الولاء لأعضاء مجلس الإدارة وأحيانًا بتوصيات مباشرة من نواب البرلمان، بعيدًا عن الكفاءة والخبرة. هذا النهج أدى إلى عزوف الشباب عن مراكز الشباب والتوجه إلى الملاعب الخاصة، التي قد تعرضهم لمخاطر سلوكية أو أخلاقية نتيجة غياب الرقابة المجتمعية التي كانت توفرها تلك المراكز.
غياب الأنشطة والتهميش الثقافي
في السابق، كانت مراكز الشباب تقدم أنشطة رياضية وثقافية واجتماعية متكاملة، مثل المسرح، الكشافة، ونوادي العلوم، التي ساهمت في تنمية الشباب وتعزيز قدراتهم. على سبيل المثال، كان مركز شباب منيل شيحة نموذجًا يحتذى به، خاصة في لعبة الكاراتيه، لكنه الآن يعاني من تدهور ملحوظ وانعدام الأنشطة التي كانت تملأ أروقته.
الزيارات المفاجئة.. هل تكشف المستور؟
زيارات المسؤولين، مثل زيارة الدكتور محمود الصبروط، مدير مديرية الشباب والرياضة بالجيزة، كشفت حجم الإهمال الموجود بمراكز الشباب، لكنها لم تسفر عن خطوات جادة لمعالجة الأوضاع. في المقابل، التحضير المسبق لبعض الزيارات الرسمية يظهر صورة مزيفة لا تعكس الواقع الحقيقي.
نداء للمسؤولين
إن الإصلاح الحقيقي يبدأ بقرارات جريئة تعيد مراكز الشباب لدورها الأساسي كمؤسسات تربوية وثقافية ورياضية تخدم المجتمع. نطالب المحافظ ووزير الشباب والرياضة بزيارة مراكز القرى بشكل مفاجئ وغير معلن لمعاينة الواقع المرير واتخاذ إجراءات عاجلة، منها تعيين كوادر شابة وإعادة الأنشطة الثقافية والرياضية، لتحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها تلك المراكز.
#إصلاح_مراكز_الشباب
#الشباب_أمل_المستقبل