سمة المنافقين الذين يظهرون الإسلام جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد24 جريدة الراصد24

داخل المقال

جاري التحميل ...

سمة المنافقين الذين يظهرون الإسلام جريدة الراصد 24



بقلم / محمـــد الدكـــروري


الحمد لله رفع السماء بلا عماد، وبسط الأرض فكانت نعم المهاد، أحمده جل شأنه وأشكره أتم نعمته على العباد، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له إليه المرجع والمعاد وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله صلى الله على هذا النبي العظيم وعلى الآل والصحب الأمجاد، وعلى من سار على درب الهدى يبتغي الرشاد أما بعد، إن مما ينفع الميت في قبره هو الدعاء له والإستغفار والصدقة عنه، وقضاء ديونه عنه وذلك لما ورد في الأحاديث الشريفة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال " استغفروا لأخيكم، واسألوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل " رواه أبو داود، وقال النبي صلى الله عليه وسلم " ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين، فيشفعون له إلا شفعوا فيه" ومما ينفع الميت في قبره هو العمل الصالح، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.


" يتبع الميت ثلاثة فيرجع اثنان، ويبقى معه واحد يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله" وتأمل هذا الحديث العظيم في بيان هذه الحقيقة " ويأتيه رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الريح، فيقول أبشر بالذي يسرك، أبشر برضوان من الله، وجنات فيها نعيم مقيم، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له من أنت فوجهك يجيء بالخير؟ فيقول أنا عملك الصالح لقد كنت سريعا في طاعة الله، بطيئا في معصية الله، فجزاك الله خيرا، ثم يُفتح له باب من الجنة، وباب من النار، فيقال هذا منزلك لو عصيت الله أبدلك الله به هذا، فإذا رأى ما في الجنة، قال رب أقم الساعة كي أرجع إلى أهلي ومالي" وإعلموا أن الكبر والتعاظم والتعالي والفجور سمة المنافقين الذين يظهرون الإسلام، ويبطنون الكفر، فهو سمة لهم إذا توفرت أسبابها، وإلا فهي تتفاعل في قلوبهم. 


وتغلي بها صدورهم، ولقد شابه بعض المسلمين الكفار في هذا الوصف، وهذا الخلق، وأعني به خلق التعاظم والإستهزاء والسخرية بغيرهم من إخوانهم والترفع عن مجالستهم، بل وصل الحد ببعضهم إلى ترك البداءة بالسلام عليهم، وتجنب مصافتهم في الصلاة والعياذ بالله، حتى أن بعضهم تنكر لأقاربه، فلا يجالسهم ولا يزورهم ولا يسأل عنهم، ولا يجيب دعوتهم، ولا يحضر اجتماعاتهم ولا يقابل زائرهم فلماذا كل هذا يا عباد الله؟ لأنه صاحب مال كثير، وغيره ليس ذا مال، بل مسكينا ذا متربة، فلا يليق بالغني أن يصاحب أو يجالس أو يسلم على الفقير والمسكين، أو لأنه ذو منصب عالي، ورتبة وظيفية كبيرة، لها شأن في المجتمع وغيره ممن يترفع عليهم ليسوا في منزلته الوظيفية أو غير موظفين، فلا يليق بصاحب الوظيفة الكبيرة، والمنصب العالي، أن يجالس هؤلاء. 


أو لأنه ذو نسب شريف وذو حسب رفيع فلا يليق به أن يجالس أو يسلم أو يرافق ذا النسب الوضيع ومن لا حسب له، نعم أيها الأخوة الكرام في المسلمين، ولا سيما في هذا الزمان من يفعل ذلك، ولا يصدر هذا الخلق المشين، وهذا العمل السيء من هؤلاء إلا بسبب ضعف الإيمان بالله عز وجل أولا، فلو كان إيمانه بالله تعالي قويا ما ترفع على إخوانه المسلمين مهما كانت منزلته أو نسبه أو جاهه أو وظيفته أو ماله لأنه بإيمانه القوي الصادق يعلم أن الإنسان ليس بحسبه ونسبه وماله وإنما هو بتقواه وصلاحه، كما قال سبحانه وتعالى في سورة الحجرات " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير " فقد يكون هذا الفقير وهذا الوضيع أفضل منه، وأكرم عند الله سبحانه وتعالى وأرفع منزلة، وأقرب رحما، حيث قال الله عز وجل كما جاء في سورة الحجرات " يا أيها الذين آمنوا لا يسخو قوم من قوم عسي أن يكونوا خيرا منهم "

التعليقات

كل ما ينشر علي موقع الجريدة يقع علي مسؤولية كاتب المنشور وليس علي الجريدة اية مسؤولية في ذلك


جريدة الراصد24

إتصل بنا

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

انضم الي عائلة جريدة الراصد24

إشترك ليصلك كل مواضيع جريدة الراصد24


إلى أعضاء

إنضم

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد24

2020