تعتبر القضية الفلسطينية واحدة من القضايا المركزية في السياسة الخارجية المصرية منذ عام 1948، حيث لعبت مصر دورًا بارزًا في دعم حقوق الشعب الفلسطيني على مختلف الأصعدة السياسية والعسكرية والإنسانية. ومع تصاعد الأحداث في الأراضي المحتلة، لا تزال مصر تحافظ على موقفها الثابت الرافض للتهجير القسري للفلسطينيين وتؤكد دعمها لحل الدولتين وفق القرارات الدولية.
الدور التاريخي لمصر في دعم القضية الفلسطينية
منذ بداية الصراع العربي الإسرائيلي، شاركت مصر في عدة حروب دفاعًا عن القضية الفلسطينية، بدءًا من حرب 1948 مرورًا بحربي 1956 و1967، ثم حرب أكتوبر 1973 التي أعادت لمصر سيادتها على سيناء وشكلت نقطة تحول في المسار السياسي للصراع العربي الإسرائيلي. ورغم توقيع مصر معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979، فإنها استمرت في دعم حقوق الفلسطينيين سياسيًا ودبلوماسيًا.
الموقف المصري من تهجير الفلسطينيين
تعارض مصر بشدة أي محاولات لتهجير الفلسطينيين قسريًا، سواء من الضفة الغربية أو قطاع غزة. وقد أكدت القيادة المصرية مرارًا رفضها لأي سيناريو يؤدي إلى تغيير ديموغرافي في الأراضي الفلسطينية، خصوصًا في ظل التصعيد الإسرائيلي الأخير في غزة، الذي أسفر عن تهجير آلاف المدنيين. كما ترفض القاهرة بشكل قاطع أي محاولات لدفع سكان غزة إلى النزوح نحو سيناء، معتبرة ذلك تهديدًا للأمن القومي المصري وتغييرًا غير مقبول في التركيبة السكانية للمنطقة.
تقوم مصر بدور رئيسي في جهود التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث توسطت في عدة اتفاقيات لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، كما تساهم في تقديم مساعدات إنسانية ضخمة لسكان غزة عبر معبر رفح، وهو المعبر الوحيد غير الخاضع للسيطرة الإسرائيلية.
تؤكد مصر التزامها بحل الدولتين كسبيل وحيد لإنهاء الصراع، حيث تدعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وتشارك بفعالية في الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية لإحياء عملية السلام، سواء من خلال جامعة الدول العربية أو عبر اتصالاتها مع القوى الدولية الفاعلة.
يبقى الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية ثابتًا وراسخًا، حيث ترفض مصر أي تهجير قسري للفلسطينيين وتدعو إلى حل سياسي عادل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة. وتواصل القاهرة جهودها في تقديم الدعم الإنساني والدبلوماسي، مع العمل على تحقيق الاستقرار في المنطقة ومنع أي تصعيد قد يؤدي إلى مزيد من المعاناة للشعب الفلسطيني.