مصر والبريكس: شراكة نحو الاستقلال الاقتصادي. جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

مصر والبريكس: شراكة نحو الاستقلال الاقتصادي. جريده الراصد24

 


بقلم: القيادي العمالي المستقل محمد عبد المجيد هندي، 

مصر والبريكس: شراكة نحو الاستقلال الاقتصادي. جريده الراصد24


عندما نتحدث عن البريكس لا نتحدث عن مجرد مجموعة اقتصادية عابرة أو تجمع دولي للمصالح المشتركة بل نتحدث عن نظام جديد بدأ يتشكل ليعيد صياغة العلاقات الاقتصادية العالمية بشكل غير مسبوق البريكس تعني رفض الهيمنة الاقتصادية الغربية التي استمرت لعقود وأثرت سلبًا على دول العالم النامي والبريكس تمثل لنا في مصر نافذة أمل جديدة وفرصة لن تُعوض لتحقيق استقلالنا الاقتصادي واستعادة سيادتنا في اتخاذ القرارات المتعلقة بمستقبلنا ومستقبل أبنائنا


إن انضمام مصر إلى البريكس يمثل خطوة جريئة لكنها تأتي في توقيت مثالي بعد سنوات طويلة من التبعية الاقتصادية والعلاقات غير المتكافئة مع القوى الغربية التي فرضت علينا شروطها وأرهقتنا بالديون والالتزامات البريكس يقدم لنا نموذجًا جديدًا للتعاون يقوم على الشراكة المتساوية والعدالة الاقتصادية ويمنحنا إمكانية تطوير اقتصادنا الوطني بما يخدم مصالح شعبنا وليس مصالح الخارج


لطالما كانت مصر مستهدفة اقتصاديًا وسياسيًا لعقود طويلة من الغرب الذي يسعى إلى إبقائنا تحت سيطرته متحكمًا في مواردنا وقراراتنا الاقتصادية والمالية البريكس يأتي اليوم ليحررنا من هذه القيود ويعطينا فرصة حقيقية للتحرر والانطلاق نحو مستقبل جديد قائم على الاكتفاء الذاتي والتعاون العادل مع دول تتمتع بنفس الطموحات والرؤى المستقبلية


مصر بتاريخها الطويل وحجمها الجغرافي ودورها المحوري في المنطقة هي مؤهلة تمامًا للعب دور محوري داخل هذا التجمع الدولي منظمة البريكس تضم دولًا مثل الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا وهي دول تتميز بتجارب اقتصادية قوية وبقدرتها على الوقوف في وجه هيمنة الغرب الاقتصادي هذه الدول تطمح إلى بناء نظام عالمي جديد قائم على التعاون والشراكة وليس الاستغلال والتبعية وهذا ما نحتاجه نحن في مصر بشدة


انضمام مصر إلى البريكس يمنحنا فرصة ذهبية لإعادة بناء اقتصادنا على أسس جديدة تقوم على الإنتاج والتصنيع وليس على الاستيراد والاستهلاك هذا الانضمام يعني أن مصر ستكون جزءًا من تجمع اقتصادي دولي قوي يمتلك موارد ضخمة وأسواق واسعة كما يعني فتح أبواب جديدة للتعاون الاقتصادي مع هذه الدول سواء في مجال التجارة أو الاستثمار أو حتى تبادل الخبرات والتكنولوجيا التي نحتاجها لتطوير صناعاتنا المحلية وتحسين جودة منتجاتنا


أعرف تمامًا أن هناك من يشكك في قدرة مصر على تحقيق النجاح داخل هذا التجمع لكني أؤكد أن مصر لديها كل المقومات التي تؤهلها للنجاح ولدينا تاريخ طويل من القدرة على التكيف مع التغيرات العالمية الكبرى لكن التحدي الحقيقي يكمن في قدرتنا على الاستفادة من هذه الفرصة وتوجيه اقتصادنا نحو ما يخدم مصلحة الشعب المصري بعيدًا عن سياسات الاستهلاك والتبعية


التحول نحو البريكس يعني الاستقلال الاقتصادي وهذا الاستقلال لن يتحقق إلا إذا قمنا ببناء قاعدة صناعية وزراعية قوية تعتمد على المواد الخام المحلية وتلبي احتياجاتنا الداخلية وتصدر للخارج من هنا تأتي أهمية تطوير صناعاتنا وتحديث وسائل الإنتاج لنعزز قدراتنا الإنتاجية ونعيد مصر إلى مكانتها الطبيعية كدولة صناعية رائدة في المنطقة


إن التحالف مع دول مثل الصين وروسيا والهند يوفر لنا فرصًا غير محدودة في مجالات التكنولوجيا والصناعة والبحث العلمي هذه الدول تمتلك خبرات واسعة في تطوير صناعاتها واستطاعت أن تتغلب على تحديات اقتصادية هائلة لتصبح اليوم دولًا صناعية متقدمة ونحن يمكننا أن نستفيد من هذه الخبرات لبناء اقتصاد جديد قائم على المعرفة والتكنولوجيا وليس على الاعتماد على الآخرين


لكن يجب أن نكون واقعيين الانضمام إلى البريكس ليس مجرد قرار اقتصادي بل هو قرار سيادي يتطلب منا اتخاذ خطوات جريئة في الداخل يجب أن نبدأ في إعادة هيكلة مؤسساتنا الاقتصادية وتطوير صناعاتنا الوطنية وتشجيع الاستثمار في القطاعات الحيوية مثل الزراعة والصناعة والطاقة المتجددة لا يمكننا أن نعتمد على الآخرين لبناء اقتصادنا نحن بحاجة إلى إرادة سياسية قوية ورؤية واضحة لتحقيق هذا الهدف


البريكس ليس مجرد تجمع اقتصادي بل هو تحالف استراتيجي يعزز من قدرتنا على مواجهة التحديات العالمية ويتيح لنا فرصة المشاركة في صنع القرار الاقتصادي العالمي بعيدًا عن هيمنة القوى التقليدية انضمام مصر إلى البريكس يعني أن صوتنا سيصبح مسموعًا في المحافل الدولية وأن مصالحنا الوطنية ستكون جزءًا من الأجندة العالمية وهذا ما نسعى إليه نحن كعمال وفلاحين نريد أن نرى اقتصادًا يخدم الشعب لا أن يستنزف موارده


كما أن البريكس يتيح لنا الفرصة لتوسيع أسواقنا وفتح آفاق جديدة أمام صادراتنا المصرية نحن بحاجة إلى تعزيز قدرتنا التصديرية وتطوير صناعاتنا المحلية لتنافس على المستوى الدولي البريكس يوفر لنا الدعم اللازم لتحقيق هذا الهدف من خلال فتح أسواق جديدة وتبادل الخبرات والتكنولوجيا مما سيساهم في خلق فرص عمل جديدة وتحسين مستوى المعيشة لطبقاتنا العاملة والفلاحية


أعرف جيدًا أن هناك تحديات كبيرة أمامنا ولكن ما هو البديل؟ هل نستمر في الاعتماد على القروض والديون التي تفرض علينا شروطًا تقيد سيادتنا وتؤثر على استقرارنا الداخلي؟ أم نتحرر من هذه القيود ونبدأ في بناء اقتصاد قائم على الإنتاج والشراكة المتكافئة؟ أنا أؤمن بأن الوقت قد حان لاتخاذ القرار الصائب وأن الانضمام للبريكس هو جزء من هذا القرار


في الختام أقول إن مصر بحاجة إلى البريكس بقدر ما يحتاج البريكس إلى مصر هذه الشراكة تمثل فرصة حقيقية لتحقيق الاستقلال الاقتصادي والتنمية المستدامة علينا أن نتحلى بالشجاعة ونتخذ القرار الصائب في الوقت المناسب لأن المستقبل لن ينتظر من يتردد بل سيكافئ من يتخذ الخطوات الجريئة نحو التغيير يجب أن نبدأ الآن في بناء مستقبلنا بعيدًا عن الهيمنة الاقتصادية الغربية ومن أجل تحقيق حياة أفضل لشعبنا

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020