خير ما أعطي الإنسان بعد الإسلام جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

خير ما أعطي الإنسان بعد الإسلام جريدة الراصد 24



بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأربعاء الموافق 2 أكتوبر 2024

الحمد لله الذي خلص قلوب عباده المتقين من ظلم الشهوات، وأخلص عقولهم عن ظلم الشبهات أحمده حمد من رأى آيات قدرته الباهرة، وبراهين عظمته القاهرة، وأشكره شكر من اعترف بمجده وكماله، واغترف من بحر جوده وأفضاله، وأشهد أن لا إله إلا الله فاطر الأرضين والسماوات، شهادة تقود قائلها إلى الجنات، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وحبيبه وخليله، والمبعوث إلى كافة البريات، بالآيات المعجزات، والمنعوت بأشرف الخلال الزاكيات صلى الله عليه، وعلى آله الأئمة الهداة، وأصحابه الفضلاء الثقات، وعلى أتباعهم بإحسان، وسلم كثيرا، ثم أما بعد اعلموا إن العلم خير ما أعطي الإنسان بعد الإسلام، فقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله لا شك أن العلم أشرف ما يلقاه الإنسان بعد الإسلام فهو خير من المال وخير من الأولاد.


وخير من الأزواج وخير من الدنيا كلها وانظر إلى العلماء الذين نور علمهم بين أيدينا اليوم، وصاروا يدرسون الناس وهو في قبورهم وهذه فضيلة عظيمة للعلم، فما أعطي الإنسان بعد الإسلام خيرا من العلم، فيجب على طالب العلم أن يشكر الله تعالى على نعمته عليه حيث خصه بالعلم الذي حرمه كثيرا من الناس، وتعد ظاهرة الفروق الفردية من أهم حقائق الوجود الإنساني التي أوجدها الله تعالي في خلقه حيث يختلف الأفراد في مستوياتهم العقلية فمنهم العبقري والذكي جدا والذكي ومتوسط الذكاء ومنخفض الذكاء والأبله، هذا فضلا عن تمايز مواهبهم وسماتهم المختلفة ولا تستقيم الحياة إلا بهذا الإختلاف فيقول الله تعالي " ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم" وهذه مسألة يجب أن يلتفت إليها المربون بشكل عام سواء كانوا مشرعين أو أولياء تلاميذ أو معلمين وأساتذة. 


وكما يستحسن أن يعطي الأستاذ للتلاميذ واجبات لتأديتها في المنزل مرة كل أسبوعين أو ثلاثة أو كل شهر أو أقل أو أكثر، ثم يأخذها الأستاذ من التلاميذ فيما بعد ويصححها ثم يرجعها إليهم، وعلى الأستاذ بموازاة ذلك أن يشجعهم على تجنب الغش في تأدية هذه الواجبات المنزلية، وإلا لم يبقي لتلك الواجبات معنى كبير فضلا عن أن التلميذ بالغش يخدع نفسه بالدرجة الأولى، وكما هو مطلوب من الأستاذ أن يتفانى في خدمة التلاميذ تربية وتعليما، ومطلوب منه بنفس القدر أن يتشدد ما إستطاع في مراقبة التلاميذ أثناء الإمتحانات والفروض حتى لا يغشوا، فإن الغش حرام شرعا أولا، وممنوع قانونا ثانيا، وحتى إذا تساهل الغير في هذا الأمر، فإنه لا يجوز لك أنت أيها المعلم المؤمن بالله أن تتساهل ولتعلم أنه كما قال الله تعالى "ولا تزر وازرة وزر أخرى" 


ولا تسمح لهم بالغش أبدا مهما سمح به غيرك، فكل مسؤول عن نفسه أولا بين يدي ربه يوم القيامة، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل "من غشنا فليس منا" وأخطأ خطأ فاحشا وكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم من قال من الصغار أو من الجاهلين أو من المنحلين "من عسّنا فليس منا" أستغفر الله العظيم، ولا تترك أيها الأستاذ لأي كان أن يضغط عليك بماله أو بجاهه أو بالترغيب أو بالترهيب أو حتى تسمح له أو لغيره أن يغش، وعليك أيها المربي أن لا تأخذك في الحق لومة لائم، وليرضي من شاء بعد ذلك وليسخط من شاء، وعليك أن تبدأ بنفسك أنت أولا فتمنع نفسك من الغش ما حييت في مجال التدريس أو في غيره ولو مع أولادك وبناتك وتربي أولادك على ذلك، وإلا فلا خير فيك وفيما تنصح به غيرك بل قد يكون علمك عندئذ حجة عليك والعياذ بالله عوض أن يكون حجة لك.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020