بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 2 أكتوبر 2024
الحمد لله العليم الخبير، السميع البصير، أحاط بكل شيء علما، وأحصى كل شيء عددا، لا إله إلا هو إليه المصير، أحمد ربي وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي الكبير، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله البشير النذير والسراج المنير، اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه ذوي الفضل الكبير، ثم أما بعد إنه لا يخفى علي أحد أهمية طلب العلم وعظم منزلته وفضله وشرفه وطالب العلم بحاجة لمن ينير له الدرب في طريق طلبه للعلم ليكون طلبه للعلم على نور فيستفيد ويفيد، والعلماء الربانيون الذين أفنوا أعمارهم في تعلم العلم وتعليمه يملكون تجارب نافعة ونصائح سديدة وتوجيهات نافعة في طلب العلم يحسن بطالب العلم الاستفادة منها ومن أبرز هؤلاء العلماء في عصرنا.
هو العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله الذي قضى أكثر من خمسين عاما في طلب العلم وتعليمه بمختلف الوسائل كل ذلك بهمة عالية ونفس تجد في نشر العلم لذتها وأنسها، والشيخ لا يخفى إهتمامه بالعلم وأهله وتوجيه لطالب العلم أن يتمسك بالمنهج الجاد الدؤوب في طلب العلم وحيث يوجد للشيخ رحمه الله في عدد من مصنفاته نصائح وتجارب نافعة لطلب العلم، ومما يجب أن يلفت انتباه التلاميذ إليه هو أن هناك مواد تحتاج إلى قدر كبير من الحفظ مع الفهم بطبيعة الحال مثل الجغرافيا والتاريخ والعلوم الشرعية وغيرها، وهناك مواد أخرى مثل اللغات والأدب العربي تعتبر فيها طريقة التلقين والحفظ بدون الفهم والإدراك سبب أساسي من أسباب ضعف تحصيل التلاميذ فيها، وكما أن هناك مواد أخرى هي بحاجة إلى قدر كبير من الفهم والإدراك مع الحفظ بطبيعة الحال.
مثل العلوم الفيزيائية والرياضيات، وعلى المعلمين والأساتذة أن يطالبوا الوزارة بإستمرار بإنشاء كتب مدرسية خاصة بالمعلم وأخرى خاصة بالتلميذ، ومن جهة أخرى المطلوب إنشاء كتب مدرسية في كل المواد، إذ لا يصلح أبدا أن نطالب رجل التربية والتعليم بتقديم برنامج للتلاميذ ولم نعطه مما يعينه على هذا التقديم إلا عناوين المواضيع فقط، وهذا غير مقبول وغير مستساغ ومن جهة ثالثة المطلوب عند تغيير كتاب مدرسي يجب أن يكون التغيير تغييرا بالفعل وإلى الأحسن ولا يجوز أن يكون التغيير شكليا مثلما يحدث في كثير من الأحيان حيث لا تغير الوزارة من الكتاب إلا الغلاف تقريبا أما المضمون فيبقى كما هو أو يمكن أن يتحول إلى الأسوأ، وعلى المعلم أن يعلم بأن الفروق الفردية ظاهرة عامة في جميع الكائنات العضوية وأنها سنة من سنن الله تعالى في خلقه.
فأفراد النوع الواحد يختلفون فيما بينهم فلا يوجد فردان متشابهان في إستجابة كل منهما لموقف واحد، وهذا الإختلاف والتمايز بين الأفراد أعطى للحياة معنى وجعل للفروق الفردية أهمية في تحديد وظائف الأفراد، وهذا يعني أنه لو تساوى جميع الأفراد في نسبة الذكاء على سبيل المثال فلن يصبح الذكاء حينذاك صفة تميز فردا عن آخر، وبهذا لا يصلح جميع الأفراد إلا لمهنة واحدة، فاللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين واجعل هذا البد آمنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم أنصر إخواننا المسلمين في كل مكان اللهم انصرهم على اليهود الغاصبين والنصارى المحتلين واللهم هيئ لهذه الأمة النصر والتمكين على الأعداء المتربصين.